على هامش الدورة الرابعة عشرة لمهرجان السينما والذاكرة المشتركة بالناظور: ندوة دولية تجمع طلبة الماستر بوجوه عالمية لمناقشة الأمن السيبراني والعدالة الانتقالية

ناظور24 طارق الشامي
في إطار فعاليات الدورة الرابعة عشرة لمهرجان السينما والذاكرة المشتركة بالناظور، احتضنت الندوة الدولية حدثاً فكرياً لافتاً جمع بين طلبة ماستر المنازعات القانونية والقضائية والذكاء الاصطناعي بالكلية متعددة التخصصات بالناظور، وشخصيتين بارزتين في المشهدين السياسي والحقوقي العالمي: السيدة مريم مهدي الصادق المهدي، وزيرة الخارجية السودانية السابقة، والسيدة مارغريتا مارتينيز، المحللة السياسية الكولومبية والمحامية المتخصصة في قضايا العدالة الانتقالية بأمريكا اللاتينية.
اللقاء الذي جاء في سياق الانفتاح على تجارب دولية متعددة، شكّل منصة غنية لتبادل وجهات النظر حول رهانات الأمن السيبراني في الدول الإفريقية، وأبعاد العدالة الانتقالية في بناء مستقبل سياسي مستقر.
في مداخلتها، قدّمت السيدة مريم الصادق المهدي رؤية معمقة حول التهديدات المتصاعدة التي تواجهها الدول خلال مراحل التحول السياسي، مؤكدة أن السيادة الرقمية أصبحت أحد أعمدة حماية القرار الوطني، وأن تعزيز منظومات الأمن السيبراني لم يعد خياراً بل ضرورة لحماية المجتمعات وترسيخ الثقة بين المواطن والدولة.
أما السيدة مارغريتا مارتينيز، فاستعرضت التجربة الكولومبية في مجال العدالة الانتقالية، معتبرة إيّاها نموذجاً يمكن للدول الإفريقية والعربية الاستفادة من دروسه في مسارات المصالحة الوطنية. وشددت على أن الذاكرة المشتركة ليست مجرد سرد تاريخي، بل أساس لتحقيق الإنصاف وترميم العلاقات المجتمعية بعد النزاعات.
وقد لقيت الندوة تفاعلاً كبيراً من طرف طلبة الماستر الذين انخرطوا في نقاش مباشر مع الضيفتين، طارحين أسئلة عكست وعياً أكاديمياً ورغبة في فهم التحولات الدولية المتصلة بالقانون والتكنولوجيا وحقوق الإنسان. وأتاح هذا الحوار فتح أبواب جديدة للتعاون الأكاديمي وإمكانيات الشراكات البحثية والتكوين المتخصص في مجالات الأمن السيبراني والعدالة الانتقالية.
بهذا، كرّست الندوة الفكرية حضور المهرجان كمحطة لا تُعنى فقط بالفن والسينما، بل تشكّل كذلك مجالاً لطرح قضايا عالمية آنية، وتعزيز تلاقي الخبرات بين الأجيال الصاعدة وروّاد الفكر والسياسة على المستوى الدولي.



