وطنية

الخطاب الملكي السامي: دعوة إلى ثورة تواصلية تعيد الثقة وتربط التنمية بالوعي المواطني

ناظور24

جاء الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس نصره الله، اليوم الجمعة، بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الخامسة من الولاية البرلمانية الحالية، ليضع لبنة جديدة في مسار الإصلاح الوطني، مؤكداً أن التنمية الحقيقية لا تكتمل إلا بتواصل فعّال وتأطير مواطني مستدام.

في لحظة دقيقة من المسار السياسي والمؤسساتي للمملكة، اختار جلالته أن يسلط الضوء على إحدى الإشكاليات العميقة في الحياة العامة المغربية، والمتمثلة في ضعف التواصل المؤسساتي وغياب التأطير المواطني الكافي، رغم الزخم الكبير للأوراش التنموية والإصلاحات الكبرى التي تعرفها البلاد في مختلف المجالات.

الخطاب الملكي، الذي حمل رؤية تشخيصية دقيقة ومضمونة بنَفَس إصلاحي واضح، تجاوز حدود التوجيه العام إلى قراءة عميقة في العلاقة بين الدولة والمجتمع، حيث تسير المشاريع بوتيرة متسارعة، بينما يبقى المواطن في حالات كثيرة بعيداً عن إدراك أهدافها وجدواها وانعكاساتها المباشرة على حياته اليومية.

وشدد جلالته على أن التواصل ليس ترفاً ولا نشاطاً إعلامياً هامشياً، بل هو مسؤولية وطنية يتقاسمها الجميع: الحكومة، البرلمان، الأحزاب السياسية، المنتخبون، وسائل الإعلام، والمجتمع المدني. فالمطلوب – كما أبرز جلالته – هو دولة تشرح وتفسر وتشارك، لا تكتفي بإصدار القرارات أو عرض الأرقام الجافة دون أن تضعها في سياقها الإنساني والاجتماعي.

وفي هذا السياق، حملت العبارة الملكية السامية: “لا ينبغي أن يكون هناك تناقض أو تنافس بين المشاريع الوطنية الكبرى والبرامج الاجتماعية”، رسالة مزدوجة: الأولى للفاعلين السياسيين والإداريين من أجل تنسيق الجهود وتوحيد الرؤى، والثانية للنخب الإعلامية والتواصلية لحمل المواطن على إدراك أن المشاريع التنموية ليست أوراشاً تقنية، بل مبادرات وطنية ذات بعد إنساني واجتماعي تهدف إلى تحسين جودة الحياة في مختلف ربوع المملكة.

وأكد الخطاب أن الإشكال لا يكمن في ضعف الإنجاز، بل في ضعف ترجمته إلى وعي شعبي وفهم جماعي يربط بين السياسات العمومية والمصلحة اليومية للمواطن. وهنا جاءت الدعوة الملكية القوية إلى تأطير المواطنين باعتبارها مسؤولية وطنية مشتركة، لا حكومية فقط، تستوجب انخراطاً فعلياً للأحزاب السياسية لاستعادة دورها التأطيري، وللبرلمان ليكون منبراً للتنوير والتفاعل، ولوسائل الإعلام لتتح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى