وطنية

إسبانيا بين “التضامن” مع فلسطين والحسابات الاستراتيجية تجاه المغرب

بقلم: سعيد شرمطي

يُنظر إلى رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، على نطاق واسع باعتباره مدافعاً قوياً عن القضية الفلسطينية، حتى إن البعض يعتبره أكثر جرأة من العديد من القادة العرب والإسلاميين الذين يلتزمون الصمت أو يكتفون ببيانات دبلوماسية باهتة.

غير أن النظر إلى هذا الموقف من زاوية واحدة يُعد قراءة ناقصة، بل قد تكون مضللة. فإسبانيا حافظت دائماً على علاقات وثيقة ومتينة مع إسرائيل، وظلت شريكاً ومورداً مهماً لها في مجالات متعددة.

ما تغيّر في السنوات الأخيرة ليس الحساسية تجاه فلسطين، بل موازين القوى في منطقة المغرب الكبير. فالاتفاق الثلاثي الموقع بين المغرب والولايات المتحدة وإسرائيل أعاد تشكيل التوازنات الإقليمية، وجعل من الرباط فاعلاً استراتيجياً يهدد المصالح الإسبانية، خصوصاً في ملفات الهجرة والطاقة والتحكم الجيوسياسي في غرب البحر الأبيض المتوسط.

في هذا السياق، تلعب إسبانيا بـ“الورقة الفلسطينية” ليس بدافع إنساني محض، بل كأداة ضغط ومحاولة لإرباك إسرائيل، بهدف إعادة تموقعها في مواجهة القوة الصاعدة التي يمثلها المغرب.

خلاصة القول: ما يعرضه سانشيز أمام الرأي العام ليس التزاماً صادقاً بعدالة القضية الفلسطينية، وإنما مناورة سياسية تسعى مدريد من خلالها إلى تقوية استراتيجيتها في صراعها المفتوح ـ وغالباً الصامت ـ مع الرباط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى