
ناظور24
يستعد المغرب لتنفيذ خطة طموحة في قطاع النفط والغاز بقيمة استثمارية تصل إلى 6 مليارات دولار، وفقًا لتقرير حديث أصدرته شركة “OG Analysis” تحت عنوان: “تحليل استراتيجي لسوق النفط والغاز في المغرب حتى سنة 2032”.
وتهدف هذه الخطة الكبرى إلى تعزيز البنية التحتية الخاصة بالغاز الطبيعي المسال، وتوسيع شبكات الأنابيب، وإنشاء مرافق تخزين جديدة، وذلك بما يخدم النمو الصناعي الوطني ويقلل من التبعية المزمنة لواردات الطاقة الأحفورية.
كرسيف.. منطقة واعدة في قلب الاستراتيجية
ضمن هذا التوجه، تُشكل منطقة كرسيف إحدى أبرز نقاط التركيز، حيث تشهد تكثيفًا في عمليات التنقيب عن الغاز، بعد تأكيد وجود احتياطات واعدة. وتُعد المنطقة من بين المواقع التي تنشط فيها شركات دولية، من بينها “Sound Energy” و”Chariot Oil & Gas”، ما يعكس الثقة المتزايدة في الإمكانات الطاقية للمملكة.
ولم تقتصر الاكتشافات على الغاز فقط، إذ أشار التقرير إلى وجود احتياطات من غاز الهيليوم في منطقة جرسيف، وهو ما يمثل فرصة استراتيجية نادرة، ويُعزز تنوع الموارد الطبيعية المغربية ويفتح آفاقًا جديدة في سوق الطاقة المتخصصة.
تحديث مصفاة المحمدية وموانئ الطاقة
وتشمل الخطة أيضًا مشروعًا لتحديث مصفاة المحمدية، بهدف تمكينها من معالجة أنواع مختلفة من الخامات النفطية، وتلبية الطلب الوطني المتزايد على المشتقات البترولية. ويواكب هذا التحديث تطوير الموانئ الطاقية، خاصة في جرف الأصفر والمحمدية، لتمكين المغرب من التحول إلى مركز إقليمي لتجارة الطاقة، مستفيدًا من موقعه الاستراتيجي على واجهتي البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.
نحو مزيج طاقي مستدام
يأتي هذا التحول ضمن رؤية وطنية تعتمد على مزيج طاقي متنوع، يمزج بين المصادر التقليدية والطاقات المتجددة، في إطار الالتزام بأهداف الحياد الكربوني، وتحقيق أمن طاقي مستدام في ظل التحولات الإقليمية والدولية.
كما أبرز التقرير أن الإصلاحات القانونية، والمحفزات الاستثمارية المعتمدة خلال السنوات الأخيرة، ساهمت في تعزيز جاذبية المناخ الاستثماري بالمغرب، لا سيما في قطاع الطاقة، الذي أصبح يُنظر إليه كركيزة استراتيجية لتحقيق التنمية الصناعية والاقتصادية.