زيارة ناصر الزفزافي لوالده المريض: قرار إنساني يحمل أكثر من دلالة

ناظور24
في خطوة استثنائية ذات رمزية إنسانية كبيرة، سمحت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج للناشط المعتقل ناصر الزفزافي بالانتقال من سجن “طنجة 2” إلى مدينة الحسيمة لزيارة والده المريض، أحمد الزفزافي، الذي يرقد بإحدى المصحات الخاصة. وقد جاءت هذه المبادرة عقب طلب رسمي تقدم به ناصر، حسب ما أكده شقيقه طارق الزفزافي عبر صفحته بموقع فيسبوك.
ورغم أن القرار لا يزال ضمن صلاحيات الإدارة السجنية، إلا أن منح هذه الرخصة الاستثنائية يحمل دلالة تتجاوز البعد الإجرائي. فالسماح لسجين بزيارة قريب مريض، خاصة في حالته الصحية الحرجة، يعكس تفهماً لجوانب إنسانية غالبًا ما تُغيّب داخل المؤسسات العقابية.
عائلة الزفزافي لم تُخفِ امتنانها لهذا القرار، معتبرة أنه ينمّ عن حس إنساني يجب أن يُرسّخ كقاعدة، لا كاستثناء. ووصفت الزيارة بأنها لحظة دفء عائلي أعادت شيئاً من السكينة لناصر ولأبيه الذي يواجه محنة المرض. وعلّق طارق بأن هذه اللحظات “تشكل دعماً معنوياً لا يقدر بثمن”، ليس فقط للأسرة، بل لكل من يرى في الروابط العائلية جزءاً لا يتجزأ من الكرامة الإنسانية.
ورغم أن ناصر الزفزافي لا يزال يقضي عقوبة ثقيلة على خلفية أحداث “حراك الريف”، فإن هذه المبادرة تفتح باب النقاش حول سبل التوفيق بين العدالة الجنائية ومراعاة الظروف الإنسانية والاجتماعية للمعتقلين.
هل يمكن أن يكون هذا القرار بداية لتوجه جديد نحو مقاربة أكثر إنسانية داخل المنظومة السجنية المغربية؟