إصدار كتاب جديد للكاتب والناقد علي بولجراف: “طقوس الزواج في الريف المغربي.. المضامين الاجتماعية والدلالات الرمزية”

ناظور24 طارق الشامي
شهدت الساحة الثقافية المغربية إصدارًا جديدًا للكاتب والناقد علي بولجراف، الذي يعود ببحث ميداني وفكري غني تحت عنوان: “طقوس الزواج في الريف المغربي: المضامين الاجتماعية والدلالات والرمزية”، وهو عمل أنثروبولوجي–سوسيولوجي يستكشف عمق الطقوس المرتبطة بالزواج في الريف، ويحلل جذورها ودلالاتها داخل المتخيل الجمعي للمجتمع المغربي.
ينطلق الكتاب من نموذج قبيلة بني شيكر (أثشيشار) كنواة للبحث، قبل أن يتخذ منحى مقارنًا يتسع ليشمل مختلف مناطق الريف والمغرب وشمال أفريقيا. ويرى المؤلف أن تشابه العادات بين هذه المجتمعات يعود إلى المشتركات الثقافية القديمة التي تتقاسمها المنطقة، وإلى الطابع الكوني للتحليل الرمزي الذي يتجاوز الحدود الجغرافية.
مقاربات منهجية متعددة
يستند العمل إلى مقاربة تجمع بين الوصف السوسيولوجي والتحليل الأنتروبولوجي، مع اعتماد أدوات منهجية مثل الملاحظة الميدانية والمقابلات نصف الموجّهة وتقنية تحليل المضمون. ويخصص المؤلف الفصل الأول لتعريف المجال الاجتماعي للبحث، سواء على مستوى الريف كفضاء واسع، أو على مستوى قبيلتي بني شيكر وبني بويافر باعتبارهما نموذجًا مصغرًا للحياة الاجتماعية المحلية.
كما يقدم الكتاب إطارًا نظريًا شاملًا حول مفاهيم مركزية مثل: الزواج، الثقافة، المعتقدات الشعبية، الطقوس، الرموز، المهر، وأنماط الزواج، ويقارنها بالنموذج الأمازيغي–المغاربي.
رصد دقيق لطقوس العرس الريفي
في الفصل الثالث، ينتقل بولجراف إلى الجانب الوصفي، حيث يعيد بناء تفاصيل العرس الريفي ضمن تسلسل كرونولوجي دقيق، من مرحلة الخطوبة إلى ليلة الدخلة، ثم طقوس ما بعد العرس مثل:
تيمذوتش (المرجوعة)
أمندير (المنديل) بنوعيه
ثيغرتش (الصدفة)
ثارزفت (زيارة والدي العروس)
ويعكس هذا الوصف الغنى الرمزي والاجتماعي لهذه الممارسات التي تشكّل جزءًا من الهوية المحلية.
تفكيك الرموز والدلالات
أما الفصل الرابع، فيغوص في تحليل الأبعاد الرمزية لهذه الطقوس، محاولًا الكشف عن وظيفة المتخيل الجماعي في تشكيل العلاقة بين الرجل والمرأة، وتحديد موقع المرأة قبل الزواج وبعده داخل البنية الاجتماعية.
قيمة البحث ودلالاته
في خاتمة الكتاب، يؤكد المؤلف أن دراسة طقوس الزواج ليست مجرد توثيق للماضي، بل هي دفاع عن الهوية الثقافية وحق المجتمع في الاختلاف، في زمن يزداد فيه الضغط نحو التنميط الثقافي. كما يتضمن الكتاب ملحقًا بصور ووثائق توثق جوانب من طقوس الزواج الريفي وجهاز العروسة التقليدي.
يأتي هذا الإصدار ليضيف لبنة جديدة في دراسة الثقافة الريفية المغربية، ويساهم في فهم أعمق للرموز والعادات التي تشكل جزءًا أساسيًا من الذاكرة الجماعية وسوسيولوجيا المجتمع المحلي.
L’écrivain et critique Ali Boljraf vient de publier un nouvel ouvrage intitulé « Les rituels du mariage dans le Rif marocain : dimensions sociales et significations symboliques ». Cette étude anthropo-sociologique explore les traditions matrimoniales à partir du modèle de la tribu Beni Chiker, avant d’élargir l’analyse à l’ensemble du Rif, du Maroc et de l’Afrique du Nord, en soulignant les racines culturelles communes et l’imaginaire collectif partagé entre ces sociétés.
Le livre analyse de manière structurée les principaux concepts liés au mariage : croyances populaires, traditions, symboles, parenté et formes d’union. S’appuyant sur l’observation, les entretiens et l’analyse de contenu, l’auteur met en perspective la place du mariage dans les sociétés amazighes et maghrébines, tout en abordant des questions essentielles telles que la légitimité de la filiation, la position sociale de la femme et تأثير أنماط الزواج على العلاقات داخل الجماعة.
كما يخصص بولجراف جزءًا وصفيًا دقيقًا لمراحل الزواج الريفي واحتفالاته المميزة، من الاستعداد للخطوبة إلى الطقوس اللاحقة للعرس. ويختتم الكتاب بتأكيد أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية المحلية في مواجهة النزعة العالمية نحو التنميط، مع تضمين ملحق صُوَر يبرز عناصر من التراث الريفي المرتبط بالزواج.
.



