“عندما تلتقي الأرواح”… شيماء العلاوي توقّع أولى تجاربها الإخراجية بمسرحية تناهض زواج القاصرات
مسرحية “عندما تلتقي الأرواح” تفتح جراح زواج القاصرات في العالم القروي

ناظور24 طارق الشامي
تستعد فرقة جسور الإبداع لتقديم عملها المسرحي الجديد “عندما تلتقي الأرواح – أخمي تمسكان يمان”، وهو عرض درامي إنساني يسلّط الضوء على واحدة من أخطر القضايا الاجتماعية التي ما تزال تؤرق المجتمع المغربي، خصوصًا في العالم القروي، وهي زواج القاصرات وتداعياته النفسية والاجتماعية.
وتغوص المسرحية في مأساة الطفلة “ثيتريت” التي أقدمت على الانتحار بعد إرغامها على الزواج من رجل مسن، في واقعة تهز ضمير القرية وتترك أثرًا عميقًا في نفوس من حولها. ورغم غيابها الجسدي، تعود “ثيتريت” بقوة في ذاكرة ووجدان أختها “ثرايثماس”، التي تعاني اكتئابًا حادًا بعد فقدان شقيقتها الصغرى، وفي وعي والدها حمادي، الذي ينهشه تأنيب الضمير باعتباره المسؤول الأول عن القرار الذي قاد إلى المأساة.
ويعتمد العرض على معالجة فنية رصينة، حيث تتحول روح “ثيتريت” إلى عنصر فاعل في السرد المسرحي، تسعى من خلاله إلى إعادة الاتصال بوالدها وأختها، ليس بدافع الانتقام، بل من أجل تفكيك العقليات السائدة وتغيير المفاهيم الخاطئة التي تشرعن تزويج القاصرات، في محاولة لبعث وعي جماعي جديد داخل القرية.
المسرحية من إخراج شيماء العلاوي، في أول تجربة لها في الإخراج المسرحي، بمساعدة عدنان رشدي، وتشارك في تشخيص أدوارها نخبة من الممثلين وهم: حسناء اليعزوبي، صفاء المساوي، وسليم أقديم. كما أسهم في إنجاح العمل طاقم فني متكامل، حيث تكفلت سكينة الدهري بتصميم الملابس، وعبد الصمد الدحماني بالسينوغرافيا، فيما وضع الموسيقى التصويرية عبد العزيز البقالي، ما أضفى على العرض بعدًا جماليًا وشعوريًا عميقًا.
ومن المرتقب أن تُعرض مسرحية “عندما تلتقي الأرواح” قريبًا على خشبات عدد من مسارح المملكة المغربية، في تجربة فنية تراهن على المسرح كأداة للتوعية والتغيير الاجتماعي، وتؤكد أن الفن ما يزال قادرًا على ملامسة القضايا المسكوت عنها، وفتح نقاش عمومي حول حقوق الطفولة وكرامة الإنسان.
[ويقود فرقة جسور الإبداع مديرها عصام بوتقديحت، الذي يواصل رفقة أعضاء الفرقة الاشتغال على أعمال مسرحية ذات بعد إنساني واجتماعي، تسعى إلى ترسيخ ثقافة الوعي والنقاش المجتمعي عبر الخشبة، وجعل المسرح أداة فنية للترافع عن القضايا العادلة، وفي مقدمتها قضايا المرأة والطفولة في العالم القروي.








