في ذكرى إطلاق سراح سيليا… صوت حراك الريف الذي لم يخمد

ناظور24: طارق الشامي
يصادف اليوم الذكرى الثامنة لإطلاق سراح الفنانة والممثلة المسرحية والسينمائية والحقوقية الريفية سليمة الزياني، المعروفة فنياً باسم سيليا، إحدى أبرز أيقونات حراك الريف الذي اندلع بمدينة الحسيمة سنة 2016 على خلفية المطالب الاجتماعية والاقتصادية.
سيليا، ابنة مدينة الحسيمة، لم تكن مجرد صوت فني يصدح بالأغنية الأمازيغية التقليدية (إزران)، بل برزت أيضاً كممثلة مسرحية وسينمائية متميزة حملت قضايا مجتمعها إلى الخشبة والعدسة. لكن مسيرتها الفنية والحقوقية تعرضت لهزة قوية حين كانت أول امرأة تُعتقل خلال أحداث الحراك الشعبي. فقد جرى توقيفها في 5 يونيو 2017 من طرف عناصر أمن بلباس مدني أثناء سفرها إلى الدار البيضاء، ليتم نقلها مباشرة إلى سجن عكاشة بالعاصمة الاقتصادية، حيث ظلت خلف القضبان قرابة شهرين.
في 23 يوليو 2017، صدر عفو ملكي شمل عدداً من معتقلي حراك الريف، وكانت سيليا من بين المستفيدين. وبعد ستة أيام، وتحديداً في 29 يوليو 2017، غادرت أسوار السجن لتعود إلى عائلتها وجمهورها وسط مشاعر امتزجت فيها الفرحة بالدموع.
سيليا التي ألهبت المنصات بصوتها الشجي وأشعارها الأمازيغية العميقة، إلى جانب أدوارها المسرحية والسينمائية اللافتة، عبّرت بعد الإفراج عنها عن امتنانها لكل من تضامن معها، وأكدت في تصريحاتها أن صوتها سيظل مرفوعاً من أجل كرامة الريف وحقوقه المشروعة في الصحة والتعليم والبنية التحتية.
اليوم، وبعد مرور سنوات على إطلاق سراحها، ما تزال قصة سيليا تلهم فنانين وحقوقيين داخل المغرب وخارجه. فصمودها، رغم الاعتقال والتضييق، يختزل إرادة جيل كامل في الدفاع عن هويته وحقه في العيش الكريم.
ذكرى إطلاق سراح سيليا ليست مجرد محطة تاريخية، بل دعوة للتفكير في الدروس التي حملها حراك الريف، ورسالة بأن الفن – سواء كان غناءً أو مسرحاً أو سينما – يمكن أن يكون سلاحاً سلمياً يعبر عن آمال الناس وآلامهم.