الرئيسيةثقافة وفن

بورتريه : عمر بومزوغ… نَفَسُ الجبل في المسرح والرواية الامازيغيتين

ناظور24: ط الشامي

رأى الكاتب المسرحي والروائي عمر بومزوغ النور بين أحضان جبال كوركو، هناك حيث تنبض الطبيعة بسحرها البدائي، في منطقة أزنوذن، قبيلة آيث بو اغمان، جماعة بني شيكا، إقليم الناظور. من رحم هذا الفضاء الجبلي الأمازيغي، خرجت موهبة نادرة تجيد العزف على أوتار اللغة الريفية، وتحولها إلى صور شعرية ونصوص درامية تسكن الوجدان.

اليوم، يعيش الأستاذ عمر بومزوغ بمدينة مليلية، متفرغًا بالكامل للكتابة، مكرّسًا حياته للإبداع الأدبي، متنقلاً بين المسرح والرواية، وحاملًا مشعل اللغة الريفية بكل اعتزاز.

وصفه الشاعر الأمازيغي عبد الرحيم فوزي بأنه “قاموس خصب”، و”أحد القلائل المتمكنين في اللغة الريفية”، وهو وصف لا يبالغ في دقته. فبومزوغ لا يكتب فقط، بل يبدع بلغة تحوّلت بين أنامله إلى ريشة ترسم لوحات مسرحية آسرة، محمّلة بالدلالات، وموغلة في العمق الثقافي والوجداني للريف.

من أبرز أعماله المسرحية:

أمقاز أمضران

أضراف

أنتشي، إني يغرين

ربيعة ذبوزيان ذرشوغض أوليمان (نص يُعد علامة فارقة في المسرح الأمازيغي)

روميو تسريث

آيت سعيذ سيتي

أربع اجنا يوضاد

ثغربوت ن نوح (نشرت بجريدة تاويزا)

ربيعة ذبوزيان – الجزء الثاني (تكملة للنص الأول في مشروع درامي ملحمي)

أما على مستوى الرواية، فهو بصدد إصدار عمل روائي جديد يحمل عنوان: “أمزروي أذامن”، وهو مشروع يُنتظر أن يُضيف لبنة أخرى في صرح الكتابة الأمازيغية الحديثة.

لا يمكن الحديث عن المسرح الأمازيغي دون ذكر عمر بومزوغ، فهو من القلائل الذين وضعوا لبنته الأولى، عبر نصوص تحمل في طياتها الوعي، الهوية، والانتماء. نصوصه لا تُنسى، لأنها ببساطة جاءت من العمق، من الإحساس، من واقع الريف وتاريخه، ومزجت بين الشعر، الدراما، والسرد.

عمر بومزوغ ليس مجرد كاتب، بل هو ذاكرة حية، ولسان ناطق باسم الريف وثقافته، وفنان نذر نفسه للكتابة بلغة الأرض والناس. هو حالة إبداعية نادرة، ومسيرته تستحق كل التقدير والتكريم.

أطال الله في عمره، ونتمنى له المزيد من العطاء والتوفيق في مسيرته الفنية والأدبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى