اعتقال الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صلصال: خلفيات التصريحات وتداعيات الاعتقال
الناظور24
شهدت الجزائر مؤخراً اعتقال الكاتب والروائي الجزائري الفرنسي بوعلام صلصال فور وصوله إلى مطار الجزائر العاصمة قادماً من باريس. ووفقاً لتقارير إعلامية فرنسية، خضع صلصال للتحقيق من قبل عناصر من المديرية العامة للأمن الداخلي الجزائرية، وسط حالة من الغموض تحيط بأسباب اعتقاله.
المجلة الأسبوعية الفرنسية ماريان كشفت أن السلطات الجزائرية استجوبت صلصال بشأن تصريحات إعلامية أثارت جدلاً واسعاً. في المقابل، عبّر السفير الفرنسي السابق في الجزائر، كزافييه دريانكور، عن مخاوفه من مصادرة هاتف صلصال، مشيراً إلى انقطاع التواصل معه عبر البريد الإلكتروني وتطبيق “واتساب”. من جانبه، أبدى ناشر صلصال، دار “غاليمار” الفرنسية، قلقه إزاء انقطاع الأخبار عن الكاتب منذ أيام، وهو ما يزيد الغموض حول وضعه.
التوترات بدأت بعد تصريحات صلصال خلال مقابلة مع قناة فرونتيير الفرنسية، حيث قارن بين التاريخ الاستعماري في المغرب والجزائر. وصرح بأن المغرب، كإمبراطورية عريقة تمتد لأكثر من 12 قرناً، استعصى على فرنسا إخضاعه، بينما سهّلت الطبيعة البشرية المتفرقة للجزائر عملية استعمارها على مدى 132 عاماً.
هذه التصريحات وصفت بأنها “إهانة للتاريخ الجزائري”، واعتبرها النظام الجزائري محاولة للتقليل من قيمة البلاد. وأضاف صلصال في حديثه أن مناطق غربية مثل تلمسان ووهران كانت تاريخياً تابعة للمغرب قبل أن تضمها فرنسا للجزائر، مشيراً إلى اتفاقيات بين المغرب والجزائر خلال حرب الاستقلال الجزائرية، والتي لم تُحترم لاحقاً، ما تسبب في نشوب نزاعات بين البلدين، أبرزها حرب الرمال عام 1963.
تصريحات صلصال أعادت إشعال النقاش حول العلاقة التاريخية بين المغرب والجزائر، وفتحت باب الانتقادات على مصراعيه من قبل الأوساط الجزائرية. يرى البعض أن تصريحاته ليست سوى تأريخ لحقائق معروفة، بينما اعتبرها آخرون استفزازاً متعمداً للنظام الجزائري، خصوصاً في ظل التوترات السياسية بين البلدين.
اعتقال بوعلام صلصال أثار موجة من القلق في الأوساط الحقوقية والثقافية الدولية، وسط مطالبات بالكشف عن مصيره واحترام حرية التعبير. في الوقت ذاته، يعكس الحادث حساسية الأنظمة السياسية تجاه التصريحات التي تمس الهوية الوطنية، خاصة حين تأتي من شخصيات بارزة تحمل جنسية مزدوجة.
يبقى مصير بوعلام صلصال غير واضح حتى اللحظة، بينما يتصاعد الضغط الدولي لمعرفة أسباب اعتقاله والإفراج عنه، في انتظار تطورات قد تحمل إجابات على الأسئلة المثارة حول خلفيات القضية.