الناظور24
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، انتشارًا ملحوظًا لمقاطع فيديو لأغاني الفنان المغربي عبد المولى باللغة الأمازيغية الريفية، والتي لاقت تفاعلًا واسعًا من قِبل شباب سعوديين على منصات مثل “تيك توك” و”فيسبوك”. هذا التفاعل اللافت يعكس جاذبية الفن الأمازيغي وانتشاره المتزايد خارج الحدود الجغرافية التقليدية، ليصل إلى منطقة الخليج العربي.
تداول الأغاني الريفية من قبل السعوديين، ورددهم لكلماتها رغم تحديات اللغة، يدل على قدرة الفن على تخطي الحواجز الثقافية واللغوية. فقد أصبحت الموسيقى وسيلة فعالة لتعريف المجتمعات المختلفة ببعضها البعض، حيث تعكس ألحان وأغاني عبد المولى جزءًا من الهوية الثقافية الأمازيغية التي تحمل في طياتها أصالة وعراقة تستحق الاهتمام.
منصات مثل “تيك توك” و”فيسبوك” لعبت دورًا محوريًا في إيصال الأغاني الريفية إلى قلوب الشباب السعودي، حيث ساهمت سهولة مشاركة المحتوى في انتشار هذه الأعمال بسرعة. وبفضل الإبداع في الأداء والمزيج الفريد من الألحان التراثية والمعاصرة التي يقدمها عبد المولى، استطاع جذب جمهور جديد من خارج دائرة المستمعين التقليديين.
هذا التفاعل مع الأغاني الأمازيغية الريفية يعكس بداية تحول نوعي في تقدير الفن المغربي خارج نطاقه المحلي. كما أنه يؤكد على تقبل الشباب الخليجي للأنماط الموسيقية الجديدة، مما يفتح المجال أمام مزيد من الفنانين الأمازيغيين للظهور والانتشار في هذه المنطقة.
رواج أغاني عبد المولى بين السعوديين ليس مجرد صدفة؛ بل هو نتيجة طبيعية لجودة الفن الذي يمزج بين التراث والحداثة. يعكس هذا الانتشار أيضًا مدى تعطش المجتمعات المختلفة للتعرف على الثقافات الجديدة، وهو ما يُعد خطوة هامة نحو تعزيز التفاهم الثقافي وتوسيع آفاق الفن الأمازيغي ليصبح جزءًا من المشهد الفني العالمي.
في النهاية، يثبت تداول أغاني عبد المولى بالأمازيغية الريفية أن الفن لغة عالمية يمكنها كسر الحواجز الجغرافية والثقافية، وأن الإبداع الفني قادر على توحيد الشعوب وجمعها تحت مظلة الجمال والتعبير الإنساني.