وطنية

سعاد الصباح… رمز الوفاء يُكرَّم في الناظور خلال دورة “الوفاء للوفاء” بمهرجان سينما الذاكرة المشتركة

ناظور24 طارق الشامي

شهدت مدينة الناظور، اليوم، لحظة إنسانية وثقافية استثنائية، تم خلالها تكريم الشاعرة والأميرة الدكتورة سعاد الصباح، في إطار دورة الوفاء للوفاء لمهرجان سينما الذاكرة المشتركة، وهي دورة خُصِّصت للاحتفاء بالقيم النبيلة وتكريم من جعلوا الكلمة جسراً للسلام والإنسانية.

جاء هذا التكريم اعترافًا بمسار شعري وفكري حافل، جسّد عبر عقود طويلة التزام الدكتورة سعاد الصباح بقضايا الحرية، وكرامة الإنسان، والدفاع عن صوت المرأة، بالإضافة إلى دورها الريادي في دعم الإبداع العربي عبر مبادرات ثقافية، جوائز، ودور نشر أسهمت في إبراز أجيال من الكتاب والشعراء.

رئيس المهرجان: “سعاد الصباح… صوتٌ لا يخون ذاكرة الإنسانية”

وفي كلمة مؤثرة، أكد رئيس مهرجان سينما الذاكرة المشتركة السيد عبد السلام بوطيب أنّ تكريم الدكتورة سعاد الصباح ليس احتفاءً بشاعرة فقط، بل احتفاءٌ برمز من رموز الوفاء والصدق الفكري، وبامرأة جعلت من الشعر رسالة ومن الثقافة جسرًا للتسامح.

“نُكرّم اليوم سعاد الصباح- يضيف بوطيب- لأنها كتبت بشجاعة، ودافعت بجرأة، وأصرّت أن يكون للكلمة دور في صناعة السلام. إنها ليست ضيفة مهرجاننا، بل ضيفة قلوبنا وذاكرتنا المشتركة.”

وشهد الحفل كلمات لشخصيات فكرية وثقافية جاءت من مختلف بقاع العالم لحضور هذا الحدث، حيث أجمع المتدخلون على أن الدكتورة سعاد الصباح تمثل صوتًا عربيًا نادرًا يجمع بين رهافة الشعر وعمق الفكر وقوة الحضور الثقافي.

وأكد أدباء أوروبيون وأفارقة مشاركون أن تجربة الدكتورة سعاد الصباح تتجاوز حدود الشعر إلى فضاء أرحب، هو فضاء الدفاع عن القيم الإنسانية المشتركة، بينما أشار كتّاب عرب إلى أنها شكّلت نموذجًا للمرأة المثقفة التي جمعت بين الحس الوطني والانفتاح على العالم.

المغرب، وتحديدًا مدينة الناظور، منح الحدث بُعدًا عاطفيًا خاصًا؛ إذ لم يكن الحفل مجرد تكريم، بل كان لحظة تقدير حقيقية لامرأة تركت بصمتها في الثقافة العربية، وساهمت في بناء جسور بين الشعوب عبر الأدب والدبلوماسية الثقافية.

ويأتي هذا التكريم تتويجًا لمسار غني امتد لأكثر من نصف قرن، تُرجمت خلاله أعمال الدكتورة سعاد الصباح إلى لغات عديدة، وحصلت على جوائز عربية وعالمية، وظلّ حضورها الثقافي علامة مضيئة في المشهد العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى