الرئيسية

صراع محتدم بين أزواغ وأبركان يشعل مؤتمر الاتحاد الاشتراكي بالناظور

ناظور24: ط الشامي

شهدت قاعة الوحدة بمدينة الناظور، مساء الثلاثاء، مشهداً سياسياً غير مسبوق، بعدما تحوّل مؤتمر الكتابة الإقليمية لحزب الاتحاد الاشتراكي إلى ساحة مواجهة محتدمة بين رئيس جماعة الناظور سليمان أزواغ والبرلماني محمد أبركان، تحت أنظار الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر وعدد من المناضلين والضيوف.

وكادت الأجواء المتوترة أن تنفلت إلى ما لا تُحمد عقباه، بعد أن تصاعدت حدة التوتر بين أنصار الطرفين، وسط محاولات مضنية لاحتواء الموقف ومنع تطوره إلى فوضى شاملة.

الصراع الذي خرج إلى العلن في هذا المؤتمر لم يكن وليد اللحظة، بل كان نتيجة تراكمات من الخلافات التي ظلّت تسري في كواليس الحزب بالناظور طيلة الأسابيع الماضية. ويعود أصل هذا التوتر إلى رغبة سليمان أزواغ الجامحة في الظفر بمقعد الكتابة الإقليمية للحزب وضمان تزكية الترشح للانتخابات التشريعية المقبلة باسم حزب الوردة، في وقت كان فيه محمد أبركان، البرلماني المخضرم، يُحكم خيوط اللعبة من وراء الستار، مستعيناً بثقله السياسي للضغط على القيادة الحزبية وعلى رأسها إدريس لشكر.

إلى جانب هذا الصراع الحزبي، سرّبت مصادر متطابقة أن الخلافات بين الطرفين امتدّت إلى ملفات مرتبطة بتدبير الشأن الجماعي لمدينة الناظور، حيث تحوّل التحالف السابق بين أبركان وأزواغ – الذي مكّن الأخير من انتزاع رئاسة المجلس الجماعي في الانتخابات الأخيرة – إلى مواجهة مفتوحة عنوانها تصفية الحسابات وتبادل الاتهامات.

ويرى متابعون أن هذا الانقسام العلني بين قياديين بحجم أبركان وأزواغ قد تكون له تداعيات وخيمة على صورة الحزب محلياً، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات التشريعية لسنة 2026، إذ من شأن هذا الصراع أن ينفّر القواعد الانتخابية ويضعف من حظوظ الحزب في الحفاظ على توازنه بالمنطقة.

وفي ظل هذا المشهد، يحمّل كثيرون الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر جزءاً كبيراً من مسؤولية تفاقم الأزمة داخل تنظيمه الإقليمي بالناظور، متهمين إياه بالعجز عن إدارة الخلافات الداخلية بحنكة سياسية مطلوبة، وهو ما انعكس – بحسب مراقبين – حتى على أداء الفريق البرلماني للحزب في قبة البرلمان، خاصة بعد الإخفاق في تدبير ملفات حساسة أبرزها ملتمس الرقابة الأخير.

ويبقى السؤال مطروحاً: هل سينجح لشكر في رأب الصدع بين رجلي الحزب القويين قبل فوات الأوان، أم أن الاتحاد الاشتراكي سيؤدي فاتورة هذا الانقسام غالياً في محطة تشريعية تبدو أكثر تعقيداً من سابقاتها؟


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى