
الناظور24
مع بداية شهر رمضان، تعرض القناة الثانية المغربية مسلسل “الدم المشروك” باعتباره عملاً دراميًا محليًا، غير أن ملامحه تكشف عن هوية درامية مستوردة، حيث يبرز الطابع المصري الصعيدي بوضوح في السيناريو، والأزياء، والأجواء البصرية القاتمة.
القصة، التي تعود إلى الكاتبة المصرية هاجر إسماعيل، تم اختيارها من بين عدة سيناريوهات مقترحة، ثم خضعت لعملية “مغربة” شكلية من طرف لجنة مختصة، إلا أن بصمتها الأصلية ظلت واضحة، مما أسفر عن عمل درامي مشوش الهوية، لا هو مغربي خالص ولا مصري كما كان في نسخته الأولى.
يطرح هذا النموذج تساؤلات جوهرية حول واقع الدراما المغربية، فهل وصل العجز الإبداعي إلى درجة استيراد القصص وأجوائها وحتى أساليب التعبير الدرامي؟ الأزمة هنا لم تعد مقتصرة على ضعف السيناريوهات، بل امتدت إلى تبعية فنية، حيث باتت بعض الأعمال تُستورد كما تُستورد السلع المستعملة، ثم يُعاد تغليفها بملصق محلي لمحاولة تسويقها كمحتوى مغربي.
المشكلة لا تقف عند الإنتاج الدرامي فحسب، بل تمتد إلى التلفزيون المغربي نفسه، الذي يفتقد لاستراتيجية واضحة تدعم الصناعة الدرامية الوطنية. بدل الاستثمار في تطوير الإنتاج المحلي وإبراز المواهب المغربية، تحوّل إلى وسيط يعيد بث أعمال مستوردة أو ضعيفة الجودة. هذا بالإضافة إلى شبهات تحوم حول آليات اختيار المشاريع الإنتاجية، حيث يثار الجدل حول معايير غامضة ووجود صفقات مشبوهة لا تأخذ في الاعتبار الجودة الفنية أو تطلعات الجمهور.
في ظل هذا الواقع، يبقى السؤال الأهم: هل نحن أمام أزمة إبداع حقيقية، أم أن المشكلة أعمق، تمتد إلى بنية الإنتاج والتسيير داخل التلفزيون المغربي نفسه؟ ما هو مؤكد أن المشاهد المغربي أصبح أكثر وعيًا، ولم يعد يقبل بسهولة الأعمال الدرامية التي تفتقر إلى الهوية والعمق الفني، وهو ما يفرض على القائمين على الصناعة مراجعة حساباتهم قبل أن تفقد الدراما المغربية مكانتها بشكل كامل.
فكرة الزميل محمد واموسي بتصرف