وطنية

المغرب يعزز نهجه الإنساني في تدبير الهجرة والحدود وفق الرؤية الملكية السامية

الناظور24

أكد خالد الزروالي، الوالي مدير الهجرة ومراقبة الحدود بوزارة الداخلية، أن المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يعتمد مقاربة إنسانية في تدبير الحدود، ترتكز على وضع المهاجر في صلب السياسات والبرامج الوطنية.

جاء ذلك خلال مائدة مستديرة نظمها المرصد الوطني للهجرة بالرباط تحت عنوان “تدبير إنساني للحدود: من تدبير الهشاشة إلى تحفيز الفرص”، حيث أوضح الزروالي أن المغرب تبنى نموذجًا متطورًا وغير مسبوق يقوم على أنسنة تدبير الحدود. ويهدف هذا النهج إلى متابعة مسار المهاجر منذ لحظة وصوله، مرورًا بتوجيهه ودعمه، وصولًا إلى إدماجه الكامل في المجتمع.

وأضاف أن هذه المقاربة لا تقتصر على الجوانب الإجرائية فحسب، بل تسعى إلى تحويل إمكانيات المهاجرين إلى عوامل إثراء وتنوع داخل المجتمع المغربي، مشددًا على أهمية الانتقال من إدارة الحدود بمفهومها التقليدي إلى اعتماد حكامة شاملة تعزز التنمية والاندماج الإقليمي.

وفي هذا الإطار، سلط الزروالي الضوء على المبادرة الجيوستراتيجية الكبرى التي أطلقها جلالة الملك لتعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، والتي تعكس نهجًا متطورًا يدمج البعد الإنساني في تدبير الحدود، ويرفع من مستوى التعاون الإقليمي والاندماج الاقتصادي.

كما أشار إلى الميثاق الإقليمي جنوب-شمال لأنسنة تدبير الحدود، الذي اقترحته المملكة في إطار مسلسل الرباط سنة 2023، مؤكدًا التزام المغرب بمواصلة التشاور لضمان تبنيه الجماعي وتنزيله بفعالية.

من جانبه، أكد هشام الملاطي، مدير الشؤون الجنائية والعفو ورصد الجريمة بوزارة العدل، أن الهجرة تمثل إشكالية عالمية تتطلب استجابات استراتيجية، مشيرًا إلى أن المغرب بات نموذجًا دوليًا في تدبير تدفقات الهجرة بفضل استراتيجيته القائمة على القيم الإنسانية.

وأوضح الملاطي أن الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء، التي أطلقت سنة 2013، تهدف إلى تعزيز حماية المهاجرين، لا سيما ضحايا شبكات الاتجار بالبشر، عبر تحديث الأطر القانونية والمواءمة مع المعايير الدولية.

وقد شهدت هذه المائدة المستديرة مشاركة واسعة من خبراء ومسؤولين يمثلون الإدارات المعنية، إلى جانب ممثلي المنظمات الدولية والبعثات الدبلوماسية. وشملت النقاشات مواضيع محورية، منها النموذج المغربي للإدارة الإنسانية للحدود، وحماية المهاجرين المعرضين للخطر، ودور المجتمع المدني، إضافةً إلى توظيف الذكاء الاصطناعي في إدارة الحدود.

بهذا النهج الإنساني المتكامل، يرسخ المغرب مكانته كفاعل رئيسي في إدارة ملف الهجرة على المستويات الوطنية والدولية، وفق رؤية ملكية سامية ترتكز على قيم التضامن والاندماج والتنمية المشتركة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى