وطنية

افتتاح ملتقى ثامسا للثقافة والسياحة باتروكوت اقليم الدريوش

الناظور24

افتتح ملتقى ثامســا للثقافة والسياحة فعاليات الدورة الاولى يوم الاحد 29/12/2024 الذي تنظمه تعاونية تمسمان للسياحة والثقافة باتروكوت ، بتنظيم لقاء تكويني ميداني لفعاليات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني ، المجتمع المدني ، اصحاب الماوي السياحية القروية ، وشباب حاملي افكار مشاريع وانشاء التعاونيات ، هذا اللقاء تخللته زيارة ميدانية الى دوار أجيال الجبلي حيث تم الوقوف على مجموعة المؤهلات الطبيعية والثقافية والتاريخية و على المبادرات المنجزة او قيد الانجاز منها المقطع الطرقي على طول ثلاث كلم ونصف الذي ستشرف المديرية الاقليمية للفلاحة بالدريوش على تزفيته في اطار البرنامج المندمج لتنمية الممناطق القروية والذي يربط مسجد بني بوداوود ( ثامزيذا ثامقرانت ) بالطريق الساحلي عبر دوار اجيال الذي يحتضن انشاء مشروع مأوى قروي سياحي مرورا برابطة الولي الصالح ابي داوود مزاحم ، كما قام المشاركون في معاينة نقطة تزويد نفس
الدوار بالماء الصالح للشرب المنجزة بتعاون بين الجماعة القروية اتروكوت سنة 2018 وتعاونية تمسمان للسياحة والثقافة ، وتم تجهيزه من طرف وكالة تنمية اقاليم الشرق في اطار برنامج ديليو المدعم من طرف منظمة برنامج الامم المتحدة بالمغرب بالطاقة النظيفة لجلب الماء وتزويد عشرون اسرة بالمياه ، وقد عرف هذه اللقاء ورشات ونقاشات جماعية واخرى في شكل مجموعة حول المواضيع التي تهم المشاركين ، منها اشكالية المياه ، الطرق ، الهجرة ، التنمية … مما أطلق العنان للعديد من الافكار والتدخلات على سبيل المثال لا الحصر التفكير في اصلاح الاعين ومنابع المياه التقليدية ، البحث عن سبل انجاز مشاريع تجميع مياه الامطار ، التفكير في اساليب الاستعمال المستدام للمياه ، القيام بحملات التشجير واصلاح الاراضي . بعد ذلك انتقل المشاركون لزيارة الموقع المرشح لاحتضان ضيعة للفلاحة والزراعة الايكولوجية بالقرب من المأوى السياحي القروي هذه الضيعة تهدف الى توفير منتوجات فلاحية محلية لفائدة الزوار والزبناء ، وكذلك القيام بتجارب الغرس المقاوم للجفاف والتغيرات المناخية واستقبال المتطوعين والباحثين والمتدربين بتنسيق مع الجهات المختصة والمهتمة ، كما عرف اللقاء الافتتاحي لملتقى ثامسا في دورته الاولى الاطلاع تجارب متنوعة منها التعرف على تجربة الماوي السياحية الطبيعية الثلاث المنجزة بجماعة بودينار اقليم الدريوش ، حيث قدم رئيس جمعية الماوي القروية ببودينار السيد ابراهيم علا ، نبذة عن التجربة وبعض العثرات التي صادفت السنوات الاولى لانطلاقتها والتي لم تأخذ بعين الاعتبار اثناء دراسة المشروع من قبل الجهة التي ساهمت في انجاز المأوي الثلاث منها افتقاد الماوي للوضعية القانونية باستثناء ترخيص الاستغلال فهي لا تتوفر على شكل قانوني يسمح لها بالعمل وتطوير أدائها كوضعية شركة، تعاونية ، أو مقاول ذاتي وغيرها مثلا ، كذلك مواجهة صعوبة الولوجيات والطرق المؤدية الى المأوي ، غياب التشوير ولوحات التعريفية الذي يقوم بتقريب الزوار الى الماوي ، قلة التكوين واغفال جانب التتبع والمواكبة البعدية من قبل المؤسسات التي اشرفت على الماوي الثلاث
، اضافة الى حرمان هذه المشاريع من برامج جهوية ووطنية موجهة لقطاع السياحة اثناء قبل وبعد فترة كوفيد ، ورغم كل هذه الصعوبات يقوم المشرفون على هذه الماوي بمجهود جبار للحفاظ عليها واستقبال الزبناء ، وقد حيا المشاركين عزيمة هؤلاء وقيمة عملهم في تطوير السياحة القرية بالدريوش ، معلنين استعدادهم للتضامن و التعريف بالماوي الثلاث اضافة الى المأوى الرابع بدوار اجيال جماعة اتروكوت ، في اوساط معارفهم واسرهم وتشجيع الزيارات وتبادلها ولدى افراد اسرهم في الخارج واللذين يبحثون عن مثل هذه الاقامات التقليدية الطبيعية .
وفي نفس السياق قدم السيد بوعلوش محمد رئيس تعاونية امسعودن لتربية النحل والزيتون نبذه عن التعاونية وافاقها المستقبلية حيث ينتظرها الكثير من المجهود للحصول على علامات الجودة لمنتوج العسل ، وكذلك الاستفادة من برامج الدعم والمواكبة حيث تمثل النساء اكثر من نصف الاعضاء المتعاونين .
هذا الملتقى لم يقتصر على اشراك فعاليات الاقتصاد الاجتماعي التضامني بل حضره عدد من الفعاليات المدنية والجمعوية ، حيث اعتبر الفاعل المدني الاستاذ طارق بوسكوت هذه المبادرة هامة وفرصة للاطلاع على ما تزخر به منطقة تمسمان بصفة خاصة واقليم الدريوش بصفة عامة من مؤهلات طبيعة وتاريخية تحتاج الى التسويق والتعريف والتثمين ، كذلك طاقات بشرية شابة تحتاج الى التحفيز والتنشيط لزرع الامال وفي اوساط الساكنة ، وتوقف عند نقطة هامة وهي اهمية الالتقائية بين هذه المشاريع السياحية الخاصة والتنمية المحلية التي تشمل ابعاد اخرى منها المساهمة في فك العزلة ، تسويق المنتوجات الفلاحية للاسر والعائلات القروية مما يخلق نوعا من المنفعة العامة والوقع الاجتماعي الايجابي ، كما اشار الى دور المؤسسات التعليمية في نشر الوعي بالادوار التي يمكن لمشاريع السياحة التضامنية أن تقوم بها في تحقيق التنمية الشاملة المنشودة اضافة الى دعوته المجتمع المدني بمختلف اشكاله ومشاربه الانفتاح على المدرسة قصد دعم المبادرات الهادفة الى صقل مواهب التلاميذ بما يخدم مستقبلهم الشخصي وينمي المنطقة.
وكان للمشاركين موعد مع كلمة رئيس تعاونية تمسمان للسياحة والثقافة السيد لعزيز ابراهيمي حيث اعتبر ان الملتقى، المنتدى الذي يتم افتتاح نشاطه الاول بهذا اللقاء التكويني ، يعتبر حلما قديما يشتركه مع مجموعة من الفعاليات وابناء المنطقة ، لعبت عدة ظروف ضد هذه الفكرة ، وهي ظروف لازالت مستمرة ولكن الحلم لا يحتمل التأجيل ، رغم ضعف البنية التحتية التي يمكن ان تستقبل الانشطة الثقافية والدورات التكوينية فهي اما غير مفعلة أو غائبة ، وذكر السيد الرئيس
الحضور ان المتلقى يهدف الى تمكين منطقة تمسمان بصفة خاصة واقليم الدريوش من تنظيم انشطة ثقافية هادفة لفائدة المراكز الثقافية ، دور الفتاة ، دور الشباب ، المؤسسات التعليمية ، وذلك بالتعاون مع المشرفين والجمعيات المدنية الاخرى وخلق ارضية مشتركة للعمل الهادف خصوصا المؤسسات التي تفاعلت مع التعاونية بكل اريحية وعفوية . بالاضافة الى توحيد الجهود للترافع على المنطقة من الحصول على حظها من المشاريع في اطار العدالة المجالية ، خصوصا وأن اقليم الدريوش يتوفر على حوالي 80 كلم من الشواطئ الجميلة لم تعرف اي تدخل الى حدود اليوم ، رغم توفرها خليج النكور الذي يعتبر على الذي حصل على أجمل خلجان العالم .
وقد عرف اللقاء حضور ابن المنطقة الفاعل الجمعوي والثقافي خليد شاحوت الذي ابرز في مداخلته عن أهمية المبادرة التي اقدمت عليها تعاونية تمسمان للسياحة والثقافة باتروكوت ، بتنظيمها لهذا الملتقى الاول تامسا ، والحضور النوعي الذي شارك في هذا النشاط ، وهي فرصة للقاء بمجموعة من الفعاليات المدنية ، وأصحاب الماوي القروية ، والتعاونيات النشيطة بالمنطقة ، لمنقاشه سبل العمل المشترك ، ولما لا خلق فضاء بين الحاضرين وغيرهم للتداول في القضايا الي تهم منطقة اتروكوت واقليم الدريوش بصفة عامة ، كما عبر عن استعداده للعمل على تثمين المواقع التاريخية والمؤهلات التي تزخر منها مجموعة من الدواوير كدوار الرابضة الذي يتوفر على حامة سبعة عيون أو ‘ سبعة نتريوين ‘ على شاطئ البحر والتي تغيب عنها علامات التشوير والتعريف مما يصعب على الزوار الولوج اليها بشكل سلس.
ومن جانب أخر وانسجاما مع شعار الدورة ” التنشيط السياحي والثقافي في خدمة التنمية ” انتقل المشاركون في الملتقى الى زيارة رابطة الولي الصالح سيدي بوداوود مزاحم ( مات 1182 م-578 هـ)
أحد اقطاف التصوف العرفاني بالريف ، والذي يوجد بالقرب من دوار اجيال جماعة اتروكوت اقليم الدريوش ، وعلى بعد عشرون كلم من مدينة الحسيمة عبر الطريق الساحلي الناظور ، حيث تم تقديم بعض المعلومات الثقافية والمعمارية وتبادل النقاش حول التصوف وهذه الشخصيات التي عجز العقل الحالي المثقل بالمفاهيم والتاثيرات عن فهم الاساطير والحكايات التي تروى عنهم .
كما عرف الملتقى حضور عدة تعاونيات من جماعة اجار مواس ، جماعة بودينار ، جماعة اولاد امغار و جماعة اتروكوت وهي تنتمي الى قطاعات مختلفة منها تربية الاحياء المائبة ، السياحة ، الصيد التقليدي ، تربية النحل وتسويق منتوجات ، الغطس السياحي ، انتاج الخضر والفواكه ، اضافة الى شباب حاملي افكار مشاريع جديدة، وانشاء تعاونيات جديدة ، حيث استفادوا من التوجيه والمرافقة في اعداد ملفاتهم بدا من الحصول على التسمية مرورا بأعداد القانوني والحصول على وصلات الايداع القانونية ومشاركتهم المعلومات حول بعض مصادر التمويل وبرامج الدعم والفرص التمويلية وذلك اطار نشر المعلومة في اوساط الشباب والنساء و تمكينهم من قيادة مشاريعهم بانفسهم.
وفي الختام تم تنظيم حفلة شاي على شرف المشاركين ضاربين مواعيد ثقافية اخرى مع المسرح ، الاحتفال بالسنة الامازيغية ، التطوع وثويزا ، دورات تكوينية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى