الرئيسية

الناظور : حفيظ بوعجاجة.. البطل الخفي الذي أنجب أبطالا ورفض الأضواء

ناظور24 طارق الشامي

في زاوية هادئة من عوالم الرياضة المغربية، يعيش رجل اسمه حفيض بوعجاجة، لا يعرفه إلا القلائل، رغم أن بصماته واضحة في مسار العديد من الأبطال الذين صعدوا منصات التتويج في الملاكمة والكيك بوكسينغ والكراطي.
إنه واحد من أولئك الرجال الذين يعملون في الظل، لا يبحثون عن الشهرة ولا عن التصفيق، بل يؤمنون أن خدمة الرياضة الحقيقية تبدأ من الميدان وتنتهي عند صناعة الإنسان قبل البطل.

حفيض بوعجاجة، المعروف بين أصدقائه بلقب “باكو باتيستا”، حمل الحزام البني في رياضة الكراطي، لكنه لم يكتفِ بمساره الشخصي كلاعب، بل كرّس سنوات طويلة من حياته لتأطير وتكوين شباب يعشقون فنون القتال. وبفضل خبرته وانضباطه، ساهم في بروز جيل جديد من الرياضيين الذين شقّوا طريقهم نحو البطولات المحلية والجهوية والوطنية.

ورغم هذه المساهمات القيمة، لم ينل بوعجاجة التقدير الذي يستحقه. فالرجل اشتغل طيلة مسيرته في الخفاء، بعيدًا عن عدسات الكاميرات، واضعًا نصب عينيه هدفًا واحدًا: أن يرى أبناء مدينته يحملون المشعل من بعده. واليوم، ورغم كل ما قدّمه، يواصل حياته بتواضع كبير، إذ يشتغل حارس أمن في أحد الفنادق المصنفة، في مشهد يلخص واقع الكثير من الرياضيين الذين لم تنصفهم المؤسسات ولا الإعلام.

غير أن كل من يعرف حفيض بوعجاجة عن قرب يدرك أنه ما يزال يحمل في داخله شغف الرياضة ذاته، وأنه لا يزال يزرع الأمل في نفوس الشباب، مؤمنًا بأن القيمة الحقيقية للبطل ليست في الميداليات، بل في العطاء المستمر.

إنه نموذج من النماذج التي تستحق أن تُروى قصتها، وأن تُمنح ما تستحق من اعتراف وتقدير، لأن الرياضة المغربية لم تُبنَ فقط بالأسماء اللامعة، بل أيضًا بهؤلاء الجنود المجهولين الذين صنعوا المجد من وراء الستار.

بقلم: طارق الشامي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى