الناظور: ندوة حول مغاربة العالم تطرح سؤال التنمية ودور العنصر البشري
ناظور24 طارق الشامي
شهدت مدينة الناظور لقاءً فكريًا نظّمته مؤسسة “حوار” وجمعية “ناظور المستقبل” حول موضوع “مغاربة العالم: جسور الانتماء وتحديات الاستثمار في الوطن الأم”، بمشاركة نخبة من مثقفي المهجر، حيث كان النقاش منصبًا على سبل تعزيز الروابط بين أبناء الجالية ووطنهم الأم، واستثمار خبراتهم لخدمة التنمية.
الفاعل الجمعوي والحقوقي عياد أزيرار توقف في قراءته لأشغال الندوة عند مداخلة البروفيسور سعيد حمديوي، التي قُدمت بأسلوب بيداغوجي ممتع، وركّزت على أهمية العنصر البشري في إرساء تنمية بشرية مستدامة بالمغرب، مستعينًا في ذلك بتجارب دولية رائدة نجحت في توظيف العلم والتقنيات الحديثة والتدبير العقلاني لخدمة المجتمع والدولة.
أزيرار ذكّر بأن إشكالية نقل المعرفة والتكنولوجيا إلى البلدان النامية ليست جديدة، إذ طُرحت منذ منتصف القرن التاسع عشر، حين أرسلت المغرب بعثات إلى أوروبا بالتوازي مع بعثات يابانية، لكن النتائج اختلفت؛ فبينما تمكن اليابانيون من تقليص الفجوة الحضارية وبناء دولتهم الحديثة، ظل المغرب متأخرًا لأسباب بنيوية، على رأسها مقاومة الذهنية التقليدية لقيم الابتكار والإبداع، وهي ذهنية ما زالت متأثرة بإرث الجمود الفكري الممتد من القرون الوسطى.
واعتبر أزيرار أن تجاوز هذا الواقع يتطلب مسارًا طويلًا لكنه ضروري، يقوم على الانفتاح على منجزات العلم، ودعم الإبداع، والاستفادة من تجارب الأمم التي نجحت في الانتقال إلى الحداثة، بما يضمن تحقيق تنمية شاملة في بلاد الأجداد.
