بلال.. شاب من بويزازرزان يشعل جذوة النضال المدني من أجل ثانوية تنقذ مئات التلاميذ من معاناة التنقل

بويزازرزان – الناظور
في قلب حي بويزازرزان، الذي يشهد نمواً ديموغرافياً متسارعاً وتحولات عمرانية لافتة، بزغ نجم شاب آثر أن يكون صوتاً للمهمشين ولساكنة لطالما طال انتظارها لخدمات تعليمية أساسية تواكب تطور الحي وتخفف العبء عن أسر تقطن الهامش وتُضطر يومياً لإرسال أبنائها إلى مؤسسات تعليمية تبعد كيلومترات.
بلال، ابن الحي، وشاب يحمل في قلبه همّ أبناء منطقته، انبرى منذ سنوات للدفاع عن مطلب طالما تجاهلته الجهات المسؤولة: إحداث ثانوية تأهيلية ببويزازرزان، تقرب التمدرس من التلاميذ، وتحفظ لهم كرامتهم، وتؤمن مسارهم الدراسي.
ليست لبُلال انتماءات حزبية ولا مطامع انتخابية، لكنه يؤمن إيماناً راسخاً بأن الواجب المدني لا يحتاج إلى منصب ولا إلى ضوء كاميرات. انخرط منذ البداية في تنسيقيات الحي وجمعيات المجتمع المدني، وراسل الجهات المسؤولة، وجمع توقيعات الساكنة، ونظّم لقاءات تحسيسية، وأعدّ ملفات مطلبية مدعومة بإحصائيات ومعطيات واقعية، تنبّه إلى الحاجة المُلحّة لهذه المؤسسة التعليمية.
في حديثه مع بعض الفاعلين المحليين، لا يُخفي بلال استياءه من التأخر في الاستجابة لهذا المطلب، لكنه لا يتوقف عن الأمل والعمل، ويعتبر أن التعليم هو صمام أمان أي حيّ، وأن تقريبه من الساكنة ليس ترفاً بل حقاً مشروعاً.
يعاني تلاميذ بويزازرزان يومياً في سبيل الوصول إلى الثانويات البعيدة، سواء في وسط الناظور أو أحياء مجاورة، في ظل غياب النقل المدرسي وضعف الإمكانيات لدى العديد من الأسر. هذا الوضع يدفع بالكثير من التلاميذ، خصوصاً الفتيات، إلى مغادرة الدراسة، مما يُكرّس الهدر المدرسي ويُضعف من فرص التنمية البشرية بالمنطقة.
صوت بلال هو اليوم صدى لساكنة كاملة تطالب بتسريع مسطرة إحداث ثانوية تأهيلية تليق بكرامة أبناء الحي، وتُراعي تطوره الديموغرافي والاجتماعي. فهل تتحرك الجهات المعنية؟ وهل تلتقط الرسالة بأن شباب الأحياء الشعبية لم يعودوا مجرد متلقين، بل صاروا فاعلين ومبادرين، وقادرين على التأثير وصناعة التغيير؟
بلال ليس وحده، بل هو نموذج لما يمكن أن يصنعه شباب يؤمنون بأن النضال من أجل الكرامة لا يُقاس بالسن ولا بالموقع، بل بالصدق في التوجه والوفاء للناس. وها هو اليوم يقف شامخاً في مقدمة المطالبين بالحق في تعليم كريم يليق بأبناء بويزازرزان.