
ناظور24 : ط الشامي
في زمن صار فيه اكتشاف المواهب الكروية مبكرًا سرًّا من أسرار النجاح، يخطو الشاب محمد جهري خطوات واثقة نحو كتابة اسمه ضمن قائمة المدافعين الواعدين في الكرة المغربية.
وُلد محمد جهري سنة 2008 بحي عاريض بمدينة الناظور، ولم يتجاوز الخامسة من عمره حتى شدّته المستديرة إلى ملاعب نادي المنار، حيث تفتحت أولى ملامح موهبته الدفاعية التي صقلتها سنوات من الانضباط والاجتهاد داخل المستطيل الأخضر.
اليوم، وفي سن السابعة عشرة فقط، يرتدي محمد قميص فريق حسنية الناظور ويحمل الرقم 4 كقلب دفاع صلب أثبت جدارته في الذود عن شباك فريقه، بفضل لياقته العالية وحسن تمركزه وقوة التحاماته التي جعلته محل ثقة مدربيه وزملائه على حد سواء.
مؤخرًا، خاض محمد تجربة مهمة عندما شارك في تربص إعدادي تجريبي نظّمه نادي بلد الوليد الإسباني، في فرصة ثمينة مكنته من الاحتكاك بأجواء الاحتراف واكتساب خبرة إضافية مع أحد الأندية المعروفة بتكوين وصقل المواهب الشابة.
ورغم التزاماته الكروية، لم يُفرّط محمد في مساره الدراسي، حيث حصل هذه السنة على شهادة الباكالوريا في شعبة العلوم الفيزيائية بمعدل مشرف بلغ 15/20، في دلالة واضحة على توازنه بين الرياضة والتعليم وحرصه على النجاح داخل الملعب وخارجه.
بعيدًا عن المستطيل الأخضر، يجد محمد شغفه في هواية ركوب الخيل، وكأنه يستمد منها روح الشجاعة والسيطرة التي يحتاجها أي مدافع يحلم بفرض اسمه في أعلى مستويات المنافسة.
يحلم محمد جهري بحمل ألوان كبريات الأندية المغربية مثل الرجاء والوداد ونهضة بركان، ولا يخفي طموحه بخوض تجربة احترافية في الدوري الإسباني، مستلهمًا خطواته من تربصه الأخير مع بلد الوليد، الذي فتح أمامه نافذة واسعة نحو تحقيق الحلم.
بين حلم الأمس وواقع اليوم، يقف محمد جهري نموذجًا لجيل جديد من لاعبي الناظور؛ شباب يؤمنون بأن الموهبة وحدها لا تكفي، بل لا بد من المثابرة والانضباط والتكوين الأكاديمي حتى يصبح الحلم حقيقة فوق عشب الملاعب الكبرى.