ثقافة وفنمحلية

“أحلام من ورق” يتوّج رضوان هربال وسميرة المصلوحي في مهرجان تافسوت للسينما الأمازيغية المغاربية

ناظور24

أسدل الستار، مساء السبت 4 ماي، على فعاليات الدورة السابعة من مهرجان تافسوت للسينما الأمازيغية المغاربية، الذي احتضنته مدينة تافراوت تحت شعار “أدرار والسينما”، في أجواء احتفالية جمعت بين روّاد السينما الأمازيغية ووجوه مغاربية بارزة من صناع الفن السابع.

الدورة التي عرفت مشاركة نخبة من المبدعين من مختلف بلدان المغرب الكبير، كانت مناسبة للاحتفاء بقضايا الهوية واللغة والذاكرة عبر الشاشة، حيث تميزت بعروض أفلام جريئة وورشات تكوينية ولقاءات حوارية عميقة مع مخرجين ونقاد وفنانين.

من أبرز لحظات هذه الدورة تتويج فيلم “أحلام من ورق” للمخرج رضوان هربال بجائزة أحسن فيلم مناصفة مع فيلم “ديليما” لأيوب كراش. وقد أكد هذا التتويج الحضور اللافت لهربال في المشهد السينمائي الأمازيغي، خصوصًا بعد أن حقق الفيلم أيضًا جائزة أحسن تصوير بمهرجان برشلونة الدولي، مما يكرّس قوته البصرية وجودته التقنية التي لفتت الأنظار دوليًا.

رضوان هربال، الذي يرسّخ اسمه كواحد من الأصوات السينمائية الصاعدة، قدّم في “أحلام من ورق” رؤية إخراجية دقيقة تمزج بين العمق الإنساني والأسلوب الجمالي، حيث استطاع من خلال كاميراه أن ينقل التفاصيل الصغيرة بصدق ويعطي للأماكن والأشخاص أبعاداً فنية مؤثرة.

في قلب هذا العمل المتفرّد، تألقت الممثلة سميرة المصلوحي، التي توّجت بجائزة أحسن دور نسائي عن أدائها القوي والمؤثر في الفيلم. المصلوحي قدّمت شخصية معقدة تعيش صراعها الداخلي مع قيود المجتمع وتطلعاتها الشخصية، وقد تمكنت من تجسيدها بحساسية عالية وأداء صادق لمس قلوب المشاهدين.

تتويج سميرة المصلوحي يؤكد من جديد الحضور النسائي القوي في السينما الأمازيغية وقدرته على اقتحام أدوار صعبة تتجاوز الصور النمطية. في المقابل، يواصل رضوان هربال مساره نحو ترسيخ سينما أمازيغية تحمل قضايا الإنسان بلغة بصرية حديثة وقادرة على المنافسة دوليًا.

مهرجان تافسوت للسينما الأمازيغية المغاربية أثبت من جديد أنه فضاء فني حيّ للاحتفاء بالإبداع السينمائي الناطق بالأمازيغية وتثمين الهوية والثقافة في بعدها المغاربي المشترك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى