أخبار العالماجتماعياتالرئيسية

برشلونة: استغلال الثقة لسرقة أحلام المهاجرين الناظوريين

الصورة لشباب مؤثرين على منصة تيك توك يناقشون الموضوع

برشلونة – خاص لناظور24

في شوارع برشلونة، حيث يسعى المهاجرون الناظوريون إلى بناء مستقبل جديد، تتكرر قصص الأمل والإصرار، ولكن أيضًا الخداع والاستغلال. في الآونة الأخيرة، ظهرت شهادات صادمة على منصة “تيك توك” تكشف عن عمليات نصب تعرض لها مهاجرون مغاربة من قبل شخص ينحدر من نفس منطقتهم، استغل حاجتهم لتسوية أوضاعهم القانونية ليستولي على مبالغ مالية تتراوح بين 8 و10 ملايين سنتيم مغربي.

يؤكد الضحايا أن هذا الشخص ادّعى قدرته على مساعدتهم في الحصول على أوراق الإقامة بطرق “مضمونة”، مقدمًا وعودًا زائفة استغلوا فيها رغبة المهاجرين في الاستقرار. يقول أحمد (اسم مستعار)، أحد الضحايا:
“كنت أبحث عن فرصة لتسوية وضعي القانوني والعمل بشكل رسمي، لكنه خدعني ببراعة. منحته المال ظنًا أنه سيساعدني، لكنه اختفى بعد ذلك، ولم أتمكن من استرجاع شيء.”

تكرر هذا السيناريو مع عدة مهاجرين آخرين، وجميعهم وثقوا به لكونه من منطقتهم، ما جعلهم يسقطون في فخ الطمأنينة التي عادة ما تجمع أفراد الجالية الواحدة في الغربة.

يؤكد مختصون في شؤون الهجرة أن مثل هذه القضايا ليست جديدة، لكنها تبرز بشكل أكبر في أوساط الجاليات التي تواجه تحديات قانونية، حيث يستغل المحتالون حاجة المهاجرين لتحقيق أرباح غير مشروعة.

في هذا السياق، يقول الناشط الحقوقي المقيم في برشلونة، يوسف العثماني:
“هذا النوع من الاحتيال يدمر معنويات المهاجرين الجدد، حيث يجدون أنفسهم عالقين بين وضع غير قانوني وخسائر مالية فادحة، ناهيك عن الإحساس بالخيانة من طرف شخص من نفس البلد.”

تدعو الجمعيات الحقوقية المهاجرين إلى توخي الحذر وعدم الوثوق بأي شخص يدّعي القدرة على تسوية أوضاعهم القانونية مقابل مبالغ مالية. كما تنصحهم باللجوء إلى الجهات الرسمية والجمعيات المختصة التي تقدم دعمًا مجانيًا أو بتكاليف رمزية.

ويبقى السؤال المطروح: إلى متى سيظل المهاجرون عرضة لمثل هذه الخدع؟ وهل ستتحرك السلطات لملاحقة المحتالين الذين يستغلون حاجة أبناء جلدتهم؟

ملف يحتاج إلى تسليط الضوء، ليس فقط لحماية المهاجرين من النصب، بل أيضًا لكشف الجانب المظلم للثقة والخيانة في عالم الهجرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى