اعتقال رئيسة مصلحة البنايات بمندوبية التعليم بالناظور ومقاول شهير بسبب تلاعبات في مدارس الريادة
الناظور24
في خطوة تعكس الجدية في التصدي للاختلالات التي تمس المال العام، أصدر الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بفاس يوم الأربعاء 4 ديسمبر قرارًا باعتقال رئيسة مصلحة البنايات بمندوبية التعليم بالناظور، إلى جانب مقاول شهير، على خلفية شبهات تلاعبات مرتبطة بمشاريع إنجاز مدارس الريادة بالإقليم.
ووفقًا لما علمته ألجريدة ، قامت عناصر الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بفاس بمداهمة مكاتب مديرية التعليم بالناظور، حيث تمت مصادرة عدد من الوثائق والحواسيب التي يُعتقد أنها تحتوي على أدلة مرتبطة بالقضية. وبالتزامن مع ذلك، تشرف لجنة تفتيشية مختصة حاليًا على عملية تفقدية لمدارس الريادة التي يبلغ عددها أربعين مدرسة، بهدف الوقوف على الاختلالات التي وُصفت بـ”الخطيرة”.
مصادر مطلعة أشارت إلى أن التحقيقات، التي لا تزال جارية، قد تطيح بمسؤولين آخرين يُعتقد أنهم متورطون في هذه القضية. وتؤكد نفس المصادر أن هذه التلاعبات تتعلق بتجاوزات مالية وتقنية قد تكون أضرت بجودة البنايات المخصصة للتعليم، وهو ما يُعد مساسًا بحقوق التلاميذ في الحصول على فضاءات تعليمية لائقة.
وتأتي هذه التطورات في سياق تصعيد الجهود الرقابية على الصفقات العمومية والمشاريع التنموية، حيث تعكف الجهات المختصة على محاسبة كل من يثبت تورطه في تبديد المال العام أو الإخلال بواجباته الوظيفية.
تجدر الإشارة إلى أن ملف مدارس الريادة بالناظور ليس الأول من نوعه الذي يثير جدلاً في القطاع التعليمي، إذ سبق أن وُجهت انتقادات لطريقة تدبير المشاريع الكبرى، مما يضع المسؤولين أمام مسؤولية تحقيق الشفافية وحماية المصلحة العامة.
ومع استمرار التحقيقات، ينتظر الرأي العام نتائج هذه القضية التي قد تفتح الباب لمزيد من المساءلة والمحاسبة، في إطار تعزيز دولة القانون وربط المسؤولية بالمحاسبة.