المغرب يعزز استدامة موارده المائية ببناء محطة لتحلية مياه البحر في الناظور

الناظور24: ط الشامي

في خطوة هامة نحو تحقيق الأمن المائي، أعلن المغرب عن مشروع ضخم لبناء محطة لتحلية مياه البحر بمدينة الناظور بقدرة إنتاجية تصل إلى 250 مليون متر مكعب سنويًا، لتصبح بذلك ثاني أكبر محطة في المملكة بعد محطة الدار البيضاء، التي تبلغ قدرتها 300 مليون متر مكعب سنويًا. وقد أُسندت مهمة تنفيذ المشروع إلى شركة صينية، مما يعكس الانفتاح المغربي على التعاون الدولي في مجال البنية التحتية.

ووفقًا لموقع “الما ديالنا” التابع لوزارة التجهيز والماء، يأتي هذا المشروع في إطار الجهود المبذولة لتعزيز مصادر المياه، حيث أشار الموقع إلى أن وزير التجهيز والماء أعلن سابقًا عن أهمية هذه المحطة كجزء من الاستراتيجية الوطنية لتأمين المياه في مواجهة الاحتياجات المتزايدة.

ما يميز محطة الناظور أنها ستعتمد على الطاقة المتجددة لتشغيلها، في خطوة تعزز من التزام المغرب بالطاقات النظيفة واستراتيجية التنمية المستدامة. هذه التقنية ستقلل من البصمة الكربونية للمشروع، ما يجعله نموذجًا يحتذى به في مواجهة التحديات المناخية.

المحطة ستلعب دورًا محوريًا في تلبية احتياجات مياه الشرب للمناطق الساحلية، إضافة إلى دعم سدود المدن الداخلية بالمياه، مما يساهم في تحسين مستوى المعيشة في المناطق القروية والفلاحية. هذا المشروع يعكس رؤية المملكة لتحقيق التوازن بين النمو السكاني والاستخدام المستدام للموارد المائية.

يتطلع المغرب إلى إنتاج 1.5 مليار متر مكعب سنويًا من محطات تحلية مياه البحر بحلول عام 2030، كجزء من استراتيجية طويلة الأمد لمواجهة أزمة الإجهاد المائي التي تعاني منها المملكة. تأتي هذه الجهود في ظل تحديات حادة تتمثل في توالي سنوات الجفاف واستنزاف الفرشة المائية نتيجة الاستخدام المفرط في الزراعة.

مشاريع تحلية المياه ليست فقط حلًا للأزمة الحالية، بل تمثل أيضًا استثمارًا طويل الأمد في تأمين الموارد المائية للأجيال القادمة. ومع استمرار المملكة في تعزيز بنيتها التحتية المائية، تُثبت هذه الخطوة أنها ليست مجرد استجابة لتحديات الوقت الراهن، بل رؤية استراتيجية لمستقبل أكثر استدامة.