الرئيسية

عندما يتحول القسم إلى فضاء للعنف: قضية تلميذة تهز مدرسة بالناظور

ناظور24
في حادثة مؤلمة أعادت إلى الواجهة إشكالية العنف داخل المؤسسات التعليمية، تعرضت التلميذة إسراء البرداوي، البالغة من العمر ثماني سنوات، لاعتداء لفظي وجسدي داخل مدرسة ابن باجة الابتدائية بمدينة الناظور، خلال حصة اللغة الفرنسية، وفق ما أفادت به أسرتها.

وحسب المعطيات المتداولة، فإن المعلمة المعنية أقدمت على سلوكيات تتنافى مع الضوابط التربوية والأخلاقية المعمول بها في قطاع التعليم، ما خلف آثاراً نفسية عميقة على الطفلة، ودخل بأسرتها في حالة من القلق والمعاناة النفسية، استدعت تدخلاً عاجلاً لحماية حق الطفلة في تعليم آمن وسليم.
وأمام خطورة ما وقع، تقدمت أسرة التلميذة بشكاية رسمية إلى وكيل جلالة الملك لدى المحكمة الابتدائية بالناظور، مطالبة بفتح تحقيق نزيه في ملابسات الحادث، وترتيب الجزاءات القانونية والإدارية اللازمة في حال ثبوت المسؤولية، في خطوة تعكس رفضاً واضحاً لأي شكل من أشكال العنف داخل المدرسة.
وتثير هذه الواقعة تساؤلات جدية حول مدى التزام المؤسسات التعليمية بمقتضيات حماية الطفل، وفعالية آليات المراقبة والتأطير التربوي، إضافة إلى دور منظومة الدعم النفسي داخل الوسط المدرسي، خاصة في التعامل مع الأطفال ضحايا العنف.
وليس هذا الحادث معزولاً عن سياقه العام، إذ سبق أن شهد المغرب حالات مماثلة أثارت نقاشاً مجتمعياً واسعاً، وأسفرت عن صدور مذكرات وزارية تؤكد منع العنف بكافة أشكاله داخل المدارس. غير أن تكرار هذه الوقائع يطرح إشكال التطبيق العملي لتلك التوجيهات على أرض الواقع.
ومن المنتظر أن تحظى القضية بمتابعة من طرف هيئات حقوقية ومدنية معنية بحقوق الطفل، في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات القضائية والإدارية، وما إذا كانت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالناظور ستتخذ إجراءات فورية في هذا الشأن.

وتبقى قضية الطفلة إسراء البرداوي تذكيراً قوياً بأن سلامة الأطفال داخل المؤسسات التعليمية مسؤولية لا تقبل التهاون، وأن المدرسة مطالبة بأن تكون فضاءً للحماية والتربية، لا مصدراً للأذى أو الترهيب، في أفق ترسيخ ثقافة تربوية قائمة على الاحترام وصون كرامة المتعلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى