في ذكرى وفاة الحسن الثاني.. استحضار لرجل دولة بصم تاريخ المغرب الحديث

ناظور24 ط الشامي
تحل يوم 23 يوليوز من كل سنة، ذكرى وفاة الملك الحسن الثاني، وهي مناسبة يستحضر فيها المغاربة برمزية كبيرة مسار رجل دولة استثنائي، طبع تاريخ المغرب الحديث ببصمته القوية، ورؤيته السياسية المتبصرة، ومكانته الدولية الوازنة.
ففي مثل هذا اليوم من سنة 1999، أسلم الملك الحسن الثاني الروح إلى بارئها، تاركًا خلفه إرثًا غنيًا من المواقف الوطنية، والإصلاحات الكبرى، والتحديات التي واجهها بشجاعة وحنكة منذ اعتلائه العرش سنة 1961، خلفًا لوالده الملك محمد الخامس.
وعُرف الحسن الثاني، رحمه الله، بـ”ملك البناء المؤسساتي”، حيث أرسى دعائم الدولة الحديثة، وفتح المجال أمام التعددية السياسية، وكرّس نظامًا برلمانيًا ودستوريًا ظل يتطور على مدى سنوات حكمه، بالرغم من التحديات الداخلية والإقليمية التي طبعت تلك الحقبة.
وكان للحسن الثاني دور محوري في استرجاع الأقاليم الصحراوية للمغرب من الاستعمار الإسباني، من خلال ملحمة المسيرة الخضراء سنة 1975، التي شكلت لحظة فارقة في التاريخ الوطني، وأبرزت قدرة الملك الراحل على التدبير الاستراتيجي والتلاحم مع الشعب.
كما رسخ المغرب، في عهده، حضوره القوي في الساحة الدولية، مدافعًا عن القضايا العربية والإفريقية، ومؤمنًا بفضائل الحوار والتعايش، مما جعله يحظى باحترام قادة العالم من مختلف المشارب.
ومع حلول ذكرى وفاته السادسة والعشرين هذا العام، تتجدد مشاعر الوفاء والعرفان في قلوب المغاربة تجاه ملك اختار أن يكون رجل دولة في زمن التحولات العاصفة، وحرص على تأمين انتقال سلس وسلمي للعرش إلى الملك محمد السادس، الذي واصل مسيرة التحديث والتنمية بثبات وحكمة.
وتُقام بهذه المناسبة، كالعادة، مجالس للترحم والدعاء على روحه الطاهرة في عدد من المساجد، بحضور مسؤولين وشخصيات مدنية وعسكرية، في لحظة رمزية تعكس الارتباط المتجذر بين العرش والشعب، والوفاء لذاكرة قائد حمل المغرب على كتفيه في واحدة من أكثر الفترات تعقيدًا من تاريخه.
رحم الله الحسن الثاني، وأسكنه فسيح جناته، وأبقى المغرب بلد الأمن والاستقرار تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، نصره الله.