الناظور24
في ظل الجهود المبذولة على المستوى الوطني لتطوير البنية التحتية الرياضية، شهدت بلادنا قفزات نوعية في إنشاء ملاعب كرة القدم وفق معايير عالمية. يأتي ذلك استعداداً لاستضافة تظاهرات رياضية كبرى، من بينها كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، ما يعكس تطلع المغرب إلى تعزيز مكانته كوجهة رياضية عالمية.
رغم هذه التطورات، يعيش شباب نادي بني بوغافر لكرة القدم واقعاً مغايراً تماماً. يُجبر هؤلاء اللاعبين على التدرب على أراضٍ ترابية تفتقر إلى أدنى مقومات ممارسة رياضة كرة القدم. هذه الساحات، التي تصلح لكل شيء إلا للرياضة، تعكس إهمالاً واضحاً من قبل المسؤولين المحليين، خاصة في جماعة إعزانن، التي تُعدّ من أغنى الجماعات في الجهة الشرقية.
جماعة إعزانن تمتلك من الموارد ما يكفي لدعم مشاريع تنموية، ومنها بناء ملعب حديث يليق بمواهب المنطقة. ورغم ذلك، لم تبادر الجماعة بأي خطوة فعلية لتحقيق هذا الحلم الذي يراود أبناء بني بوغافر. هذا التجاهل يُطرح تساؤلات عدة: لماذا تُهمل الجماعة مواهب شابة واعدة يمكنها أن تكون رافعة للرياضة المحلية؟ وأين هي البرامج التنموية التي تراعي احتياجات الشباب وتطلعاتهم؟
الواقع الحالي يعكس إقصاءً وتهميشاً متواصلين من المجلس الجماعي، حيث تُترك مواهب أبناء القبيلة دون دعم أو تحفيز. ورغم كثرة الوعود، يظل مشروع بناء ملعب حديث في بني بوغافر مجرد حلم مؤجل. هذا الإقصاء لا يمس فقط الشباب الرياضي، بل أيضاً ساكنة المنطقة التي تنتظر بفارغ الصبر رؤية فريقها المحلي يلعب على أرضية تليق بمهاراته وطموحاته.
في ظل الاهتمام الوطني بالرياضة وتطويرها، يُعد بناء ملعب في بني بوغافر مطلباً أساسياً وحقاً مشروعاً لشباب المنطقة. على المسؤولين المحليين إدراك أهمية هذا المشروع ليس فقط من الناحية الرياضية، بل أيضاً من حيث تعزيز التنمية المجتمعية، وتشجيع الشباب على الإبداع وتحقيق أحلامهم.
إلى متى سيبقى الحلم مؤجلاً؟ ومتى ستشهد ساكنة بني بوغافر التغيير الذي طال انتظاره؟ يبقى الأمل معلقاً بقرارات شجاعة ومسؤولة تضع مصلحة الشباب ومستقبلهم في مقدمة الأولويات.