الناظور24
بعد غياب طويل عن المشهد الفني، يعود ابن مدينة الناظور نبيل أكبيشا إلى عالم التمثيل من خلال دور شخصية “فريد” في المسلسل الإسباني الجديد “المحقق توري”. هذا العمل المرتقب سيُعرض على القناة الأولى الإسبانية ومنصة نيتفليكس، ليعيد نبيل إلى الشاشة الكبيرة في دورٍ يحمل الكثير من التحديات والرسائل الاجتماعية.
ويعد مسلسل “المحقق توري” أول إنتاج إسباني يقدّم بطلاً أسود في وقت الذروة على التلفزيون العام، ما يُعدّ تحولًا مهمًا في المشهد الدرامي الإسباني. يقدم المسلسل شخصية المحقق توري، مهاجرًا من غينيا الاستوائية، بأسلوب يكسر الصور النمطية العنصرية، ويروي واقع الحياة المعقد في حي سان فرانسيسكو بمدينة بلباو، حيث يتشابك الفساد مع آمال السكان في مستقبل أفضل.
يجسد نبيل أكبيشا شخصية “فريد”، أحد سكان الحي، الذي يعاني مع مجتمعه من طموحات المستثمرين الفاسدين الذين يسعون لتحويل المنطقة إلى مشروع استثماري يخدم الطبقات البورجوازية. في مواجهة هذا الواقع، يقرر فريد أن يقف مع أهل الحي، مشتركًا في الاحتجاجات الشعبية للدفاع عن حقوقهم ومواجهة الاستغلال.
من خلال دوره، يبرز نبيل قضايا المهاجرين ومواجهة الفساد، ويعطي الشخصية أبعادًا إنسانية تتجاوز القوالب التقليدية. ويركز المسلسل على العلاقات والتجارب اليومية للأشخاص الذين يعيشون في هذه البيئة، مما يعطي السرد عمقًا وتفرّدًا.
كانت بدايات نبيل أكبيشا في أواخر التسعينيات من خلال فرقة مسرح ثانوية عبد الكريم الخطابي، حيث كان أحد أعضاء فرقة “مارتشيكا” المسرحية، إلى جانب ممثلين مثل طارق الشامي، سعيد السعيدي، علي تيتاي، ومحمد ختاش. آخر أعماله المسرحية قبل اغترابه كانت “رفاكو انكار”، التي أخرجها علي تيتاي وشارك فيها طارق الشامي ومحمد البوزياني.
رغم سنوات الغربة، لم ينفصل نبيل عن حبه للفن، محتفظًا بروح التمثيل ومتواصلًا مع هذا الشغف بطرق مختلفة. ظل يسعى وراء الفرص الفنية حتى أثناء إقامته في الخارج، مؤكدًا أن الفن بالنسبة له ليس مجرد مهنة، بل هو جزء أساسي من هويته وثقافته. تجربة الاغتراب أضافت له أبعادًا جديدة، زادت من غنى أدائه وعمق شخصياته، مما يجعله حاضرًا بقوة على الساحة الفنية، مستعدًا لتقديم أدوار تُعبر عن قضايا مجتمعه وتعكس واقع المهاجرين والتحديات التي يواجهونها.