الرئيسيةثقافة وفنصحة

عبد الحكيم امعيوة… بين نبض الإنسان وحبر القصة

اعلام من الناظور

ناظور24 طارق الشامي

في مدينة الناظور، حيث تختلط نسائم المتوسط بأحلام المثقفين، وُلد عبد الحكيم امعيوة يوم 10 أكتوبر 1959، ليرسم مسارًا استثنائيًا جمع بين العناية بجراح النفس وسبر أغوار الكتابة السردية. هو طبيب نفسي وأديب مغربي، اختار أن يوازن بين مهنته العلاجية ورسالته الإبداعية، في انشغال دائم بما يؤلم الإنسان ويشفيه، سواء عبر الجلسات السريرية أو عبر صفحات القصة والرواية.

درس العلوم التجريبية وحصل على شهادة الباكالوريا، ثم تابع تكوينه العالي في مجال الطب، إلى أن حصل على دكتوراه في الطب، ليُتوج مساره بالتخصص في مجالات دقيقة مثل العلاج النفسي، العلاج الجنسي، والعلاجات المعرفية السلوكية، وهي مجالات ظل يشتغل فيها باقتدار داخل المستشفيات العمومية والعيادات الخاصة.

اشتغل عبد الحكيم امعيوة في مصلحة المستعجلات، ثم كطبيب داخلي في المستشفى العسكري الجامعي بالرباط، قبل أن يُخصص جهده منذ سنوات للعمل كطبيب نفساني في عيادته الخاصة، حيث يُصغي يوميًا لهموم الناس، يعالجها بالعلم والتفهم، وبنظرة إنسانية عميقة.

لكن للطبيب وجه آخر، هو وجه القاص والروائي الذي ظل منذ عام 1987 ينشر نصوصه في الصحف والمجلات الأدبية. تجربة أدبية طويلة وغنية، توجها بانضمامه إلى اتحاد كتاب المغرب، ومشاركته في مشاريع أدبية جماعية، جعلت من اسمه حاضرًا في المشهد الثقافي الوطني، خصوصًا في مجال القصة القصيرة.

من أبرز أعماله:

“بعيدًا عن بقانا”، وهي رواية صدرت ضمن منشورات اتحاد كتاب المغرب سنة 2007، برقم إيداع قانوني 2007/1697.

و**”فوق المياه الزرقاء”**، مجموعة قصصية صدرت سنة 2002 عن مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب، بالدار البيضاء، برقم إيداع قانوني 2002/0993.

في كتاباته، كما في مهنته، ينحاز عبد الحكيم امعيوة دومًا إلى الإنسان: ينصت، يلاحظ، يحلل، ثم يكتب… كتاباته مليئة بالتأملات النفسية، بالشخصيات الهشة، وبالأسئلة الكبيرة التي تهمّ الكائن في واقعه المعقد.

إنه طبيب يكتب، وكاتب يعالج، وشاهد دقيق على نبض مدينة الناظور، وعلى التحولات النفسية والاجتماعية التي تعبر مجتمعنا المغربي في صمت أو في ضجيج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى