
ناظور24: ط الشامي
من بين الوجوه الصاعدة في الساحة الفنية الأمازيغية، يبرز اسم سمير سكاكي كموهبة متعددة الأبعاد، تجمع بين التمثيل والغناء والرسم، وتؤكد أن الفن بالنسبة له ليس خيارًا، بل أسلوب حياة. من الحسيمة، حيث وُلد في أبريل من سنة 1992، انطلقت رحلته الفنية مبكرًا، لتُتوَّج اليوم بحضور لافت في الجزء الثاني من مسلسل أفاذار، الذي يُعد من الإنتاجات الدرامية المتميزة الناطقة بالأمازيغية.
من “أريري” إلى “أفاذار”… مسار فني متجدد
بدأت أولى خطوات سمير الفنية ضمن فرقة “أريري”، التي أسسها مع شقيقتيه سلوى سكاكي، المعروفة فنيًا باسم دهيا، ووردة سكاكي، حيث مزجوا بين الإيقاعات الريفية وروح العائلة، وقدموا عروضًا موسيقية تنبض بالانتماء والهُوية. وسرعان ما التحق بفرقة تانيرت، التي شكلت علامة فارقة في مسيرته، إلى جانب أسماء وازنة في الساحة الموسيقية الريفية، من بينها سيليا الزياني، الصوت النسائي الذي يمثل رمزية فنية وثقافية قوية، وكريم بوعزة ومنصف ماجد، رفاقه في درب الإبداع.
في موازاة ذلك، ظل سكاكي يمارس الرسم التشكيلي بشغف، مستلهمًا من تفاصيل الحياة اليومية في الريف المغربي ومن قضايا الهوية والثقافة الأمازيغية، ما جعله يتميز بأسلوب بصري خاص به.
موهبة تمثيلية تفرض نفسها على الشاشة
لكن الجمهور الواسع تعرف على سمير سكاكي أكثر عبر الشاشة، من خلال مشاركته البارزة في الجزء الأول من مسلسل “أفاذار”، الذي نال إعجاب المتابعين ونقدًا إيجابيًا، بفضل القضايا الاجتماعية التي يطرحها، وحضور عدد من الوجوه الريفية الشابة.
ويشارك سكاكي حاليًا في تصوير الجزء الثاني من “أفاذار”، الذي يُشرف على إخراجه حميد زيان، ويُنفذ إنتاجه عبد الرحيم هربال، أحد الأسماء المعروفة في الإنتاج التلفزي. وبهذا الخصوص، أدلت الفنانة سيليا الزياني، في تصريح صحفي، برأيها في زميلها في العمل، حيث قالت:
> “سمير فنان شامل، يمتلك طاقة كبيرة في التمثيل، وحسًا مرهفًا في الغناء، وروحًا عميقة تظهر في تفاصيله الصغيرة. العمل معه ممتع ومثمر، وهو من الفنانين الذين يضيفون الكثير لكل مشروع يشاركون فيه.”
فنان يؤمن برسالة الفن
سمير سكاكي ليس فقط فنانًا يبحث عن النجاح، بل يحمل همًّا ثقافيًا واضحًا، يُترجم في اختياراته الفنية، سواء في المسرح، أو الموسيقى، أو التمثيل. يؤمن بأن الفن يجب أن يكون صوتًا للمهمّشين، ومرآة للواقع، ومنصة للتعبير عن الذات الجماعية.
في زمن يسير فيه الكثيرون نحو التخصص، يصر سكاكي على أن يكون فنانًا شاملاً، يجمع بين الألوان، والإيقاعات، والمشاعر، ويصنع منها عالَمًا خاصًا به، يُشبهه ويشبه الحسيمة التي أنجبته.