الناظور24 متابعة
أعلنت اللجنة الإسلامية في مليلية المحتلة (CIM) عن رفضها “الواضح والقاطع” للإجراء الجديد الذي اتخذته مندوبية البيئة والطبيعة في الحكومة المحلية، والذي يفرض قيوداً على استخدام مكبرات الصوت للأذان بين الساعة التاسعة مساءً والتاسعة صباحاً، بالإضافة إلى فرض “قيود إضافية على مستويات الضوضاء”. وقد أثار هذا القرار استياءً واسعاً في أوساط المجتمع المسلم بالمدينة.
وفي إطار سعيها لمعالجة القضية بطرق حضارية، أرسلت اللجنة الإسلامية خطاباً رسمياً إلى إدارة مندوبية البيئة والطبيعة، التي يرأسها دانييل فينتورا، تطلب فيه عقد اجتماع لمناقشة القضية بشكل بنّاء. وأكدت اللجنة استعدادها للتعاون لإيجاد حلول تقنية تضمن أداء الأذان مع الالتزام بمستويات الصوت التي تنص عليها التشريعات، مع الحفاظ على حقوق المسلمين الأساسية وفي مقدمتها حرية ممارسة الشعائر الدينية.
ترى اللجنة الإسلامية أن الأذان يُعد جزءاً أساسياً من الحياة الدينية الإسلامية، وأن التوفيق بين اللوائح المحلية واحترام حقوق المسلمين أمر ممكن إذا توافرت الإرادة السياسية وتعاونت جميع الأطراف. وأشارت إلى إمكانية استخدام تقنيات حديثة للتحكم في مستويات الصوت دون التأثير على جوهر الأذان، داعية السلطات إلى مراعاة الخصوصية الثقافية والدينية للمجتمع المسلم في مليلية، الذي يمثل مكوناً أساسياً في النسيج الاجتماعي للمدينة.
وقد أثار هذا الإجراء الجديد جدلاً واسعاً في مليلية، حيث عبّر العديد من المسلمين عن استيائهم، معتبرين القرار مساساً بحريتهم الدينية. في المقابل، يرى بعض المؤيدين للقرار أن قوانين الضوضاء يجب أن تُطبق بالتساوي على الجميع، مشددين على أهمية الحوار للوصول إلى حلول توافقية.
تأتي هذه القضية في سياق يعكس التحديات التي تواجه المجتمعات المتنوعة دينياً وثقافياً في مناطق مثل مليلية المحتلة. ويأمل الجميع أن تُسفر النقاشات بين اللجنة الإسلامية ومندوبية البيئة عن نتائج تعزز قيم التعايش والاحترام المتبادل، مع ضمان الحقوق الأساسية للمجتمع المسلم.
يبقى التوازن بين القوانين المحلية واحترام الخصوصيات الدينية محورياً لضمان العيش المشترك في مدينة تتميز بتنوعها الثقافي والديني.
المصدر: موقع كواليس الريف
