كراكيز العم يحيـى


كراكيز العم يحيـى
يونس أفطيط:

لازال الاطفال لحد يومنا هذا في جميع أقطار العالم يحبون الكراكيز ورغم ظهور البوكيمون وطوم آند جيري والاف الافلام والمسلسلات الكرتونية إلا أن الكراكيز لا زالت تضحك الاف الاطفال وتربط بينها وبينهم علاقة وثيقة وقد كانت في السابق موجهة للاطفال دون الكبار لكن في الآونة الاخيرة تغيرت الاحوال حيث صار للكبار أيضا كراكيزهم التي تضحكهم أحيانا وتبكيهم في غالب الاحيان.

فالعم يحيى عرف كيف يضع أصابعه داخل جوف الكراكيز في مسرحية أكتوبر العادية وعرف كيف يحرك الايادي فيجعلها ترتفع دفعة واحدة وتنخفض متى أراد والغريب أن بطل مسرحية الكراكيز الموجهة للاطفال الصغار لم يكن يستطيع تحريك أكثر من دميتين إلى ثلاثة بينما تفتقت موهبة عمنا يحيى إلى طريقة تجعله يحرك العشرات من الكراكيز دفعة واحدة.

هي طريقة سحرية عجيبة أو لعلها وصفة وقد تكون شيء أخر غير هذا وذاك المهم أنه نجح وجعل جميع الدمى المحيطة به ترفع أياديها حتى تلك التي يراها شريرة وتعارضه في أفكاره هي أيضا كانت ترفع أيديها.

كانت مسرحية أكتوبر متعلقة بميزانية الفرقة وعروضها في كافة أنحاء تراب البلدية وقد كانت هناك أمور أبكتنا من شدة الضحك حتى سالت دموعنا دما فقبل بدء المسرحية إصطف الحضور وجلست الدمى على شكل مستطيل ينيرها العم يحيى تحركت أفواه بعض الدمى فنطقت بلسان العم يحيى وهتفت :" تحيى الميزانية ، تحيى الجيوب ، يحيى يحيى" صمتت الافواه المحبوبة لدى "العم" ونطقت الافواه التي نعتقد نحن المتفرجين أنها شريرة لكن العم يريدنا أن نعتقد ذلك كونه مؤلف متمرس يجعلنا نصدق ما هو غير معقول قالت الافواه الشريرة لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟ وأين؟ ومن أين؟ لكنها لم تقل لا..".إنها الديمقراطية" نعم هذا كان عنوان المسرحية الذي نسيت أن أخبركم به.

إنتهى الفصل الاول الذي لم تفهموا منه شيء وأنا كذلك لم أفهم منه شيء وبدء الفصل الثاني حيث قال أحد "شخصيات" المسرحية :" لنبدء في مناقشة الميزانية الكعكة" فقالت البقية :" هلموا إلى الكعكة هلموا" خصصت 20 مليون سنتيم فيها للالبسة وثلاثة ملايين سنتيم للوازم المدرسية ومليون سنتيم لشراء الكتب وثلاثين مليون سنتيم لشراء المبيدات........ كانت الحصيلة حوالي تسعة ملايير وبدأت أفكر وأنا أشاهد الكراكيز تتحدث يا ترى لماذا يريدون شراء لوازم مدرسية؟؟ هل هناك أحد الكراكيز لم يحصل شهادة الابتدائية ويريد لوازم مدرسية من جيب الشعب ليدرس؟؟ وهل هناك شخص بينهم يدرس؟؟طيب والكتب لماذا وأين ستوضع ومن سيستفيد منها وأي عباقرة يحتاجون لمليون سنتيم من الكتب؟؟ طيب لنضع كل هذا جانبا ولأعد إلى السؤال الاهم : أي ألبسة يحتاجها الاعوان * تصل ميزانيتها لعشرين مليون سنتيم؟ ممكن أن هؤلاء الاعوان يرتدون بذلات كالفن كلاين أو فيرساتشي؟ نعم كل شيء ممكن بالنسبة لعمنا.

لكن ما أضحكني هو ميزانية الثلاثين مليون سنتيم لشراء المبيدات؟ كل هذا الحب لبشرة الناظوريين؟؟ يريدون لنا نوما هنيئا وأن لا تقرصنا حشرات واد بوسرذون والمعروف أن المبيدات تتكفل بها عمالة الناظور صيف كل سنة حين يقترب موعد الزيارة الملكية فلماذا ثلاثين مليون سنتيم لشراء المبيدات؟؟ واي مبيدات قصدوا؟.

هناك أمر أخير سمعته قبل أن أصاب بمغص واخرج بسرعة من مسرحية وضيعة لا تستحق المتابعة وهو "الزفت" نعم "الزفت" الذي يستعمل في الطرقات فقد رأى الكراكيز أن طرقات الناظور جيدة وممتازة لذلك خفضوا قيمة شراء الزفت من ثلاثين مليون سنتيم سنوية إلى عشرين مليون سنتيم لأنهم يرون أن المدينة لا تحتاج الزفت فالحفر إختفت والطرقات أصبحت رائعة.

هكذا إنتهت مسرحية "إنها الديمقراطية" التي مثلها وشراك فيها فرقة "كراكيز العم يحيى" وإلى لقاء أخر مع جزء أخر من مسرحيات العم يحيى أتمنى لكم نوما عميقا.


===================================

*الاعوان : أعوان البلدية الذين خصصت للباسهم ميزانية عشرين مليون سنتيم