الإعلان عن مرض جلالة الملك عنوان للشفافية بين القائد والشعب


الإعلان عن مرض جلالة الملك عنوان للشفافية بين القائد والشعب
متابعة


عشية اليوم فاجأ الديوان الملكي الشعب المغربي ببيان عن تعرض جلالة الملك محمد السادس لوعكة صحية، تتعلق بإصابته بالتهاب الرئتين الفيروسي الحاد، ويمثل هذا الحدث عنوانا في شفافية تعاطي قائد البلاد ورئيس الدولة وأمير المؤمنين مع الشعب، الذي يقر له جلالته بالحق في معرفة تفاصيل حياته بما فيها مرضه.

هذا الخبر، الذي لم يترك أية فرصة للتسريبات المغرضة، دليل واضح على شفافية الحكم في المغرب، فقائد الدولة لا يخفي مرضه عن شعبه، ويعلن خلال المرض أنه لن يشارك في توديع جثمان صديقه جاك شيراك وأنه كلف ولي العهد مولاي الحسن بتمثيله في الوداع الأخير لهذا القائد العظيم وصديق المغرب الوفي لسنين طويلة.

من امتحانات الشفافية بين القائد والشعب هو معرفة تفاصيل حياته، فمرض الرؤساء يظل في أغلب الأحيان سرا، مع العلم أن المرض مرتبط بالطبيعة البشرية لا يخلو منه مخلوق كيفما كان، ويرى جلالته أن من حق الشعب عليه أن يعرف وضعه الصحي، لا من باب الإلزام الدستوري لكن من باب الحدب الأبوي من قائد البلاد.

وكشف البلاغ الصادر عن الديوان الملكي مدى العمق الذي تمثله الروابط بين جلالة الملك والشعب المغربي الوفي، حيث امتلأت صفحات الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي بآيات الدعاء بالشفاء العاجل لجلالة الملك، وأن يمر من هذه الوعكة الصحية بخير إن شاء الله، وكل الصفحات وضعت صورا لجلالته رفقة العائلة الملكية أو منفردا، مرددة عبارات الحب والتقدير لجلالته متمنية له الصحة والعافية.

أحيانا وفي الاجتماع البشري العادي يتم إخفاء المرض عن باقي الناس بمن فيهم العائلة، بل هناك شبه إجماع لدى الناس على إخفاء نوع المرض، لكن جلالته أعطى النموذج بالملك العضوي المنخرط مع شعبه وبالتالي لا يمكن ستر المرض ونوعه، ولهذا جاء بلاغ الديوان الملكي حاملا كل أساليب الشفافية غير المعهودة لدى رؤساء الدول، لكن جلالته لا يعتبر نفسه منفصلا عن شعبه بل هو جزء منه.