
ناظور24:
ما زال مفعول كرة القدم قادرا على التأثير في مجالات لم تقدر السياسة عن تحوير مجرياتها، حيث أنّ هذا المفعول الذي حمل طابع مواجهات فكرية وأيديولوجية وثقافية بين المتبارين أصبح ينال قيم التوحد والتضامن والمؤازرة من لدن الجماهير الرياضية.
وقد تمكّنت المواجهة المصيرة الأخيرة بين الجزائر ومصر من الحصول على تضامن جماهيري مغربي مطلق عبر أنحاء المملكة، من بينها إقليم الناظور الذي حضي بإجماع المتتبعين الرياضيين بضرورة فلاح المنتخب الجزائري في انتزاع بطاقة التأهيل لمونديال جنوب إفريقيا المرتقب إجراؤه صيف العام المقبل.
وقد أصبحت مقاهي شارع محمّد الخامس، ونظيراتها المتناثرة على طول وعرض الإقليم، تحشد الأنصار المغاربة للجزائر، وهي التي دأبت منذ سنوات طوال على اقتصار إجماع مناصرتها للبارصا أو الريال والمنتخب المغربي الصاغر مؤخّرا، فأصبحت أسماء كَاوَاوِي وصايفي وزياني وآشيو تطغى على أسماء بوتفليقة وبنبلة وبومدين ضمن مخيلة الناظوريين، فأصبح المرء يرى التشجيع الذي "قمعه" المنتخب المغربي يتحوّل صوب الجار الشرقي.
صفحات الفيسبوك، حديث المقاهي، جدل النقاش، تحاليل الرياضيين، مشاهدات القنوات الفضائية، كلها فضاءات حقيقية وافتراضية حملت مساندات ناظورية مغربية للكرة الجزائرية، امتدّت إلى درجة امتلاء الشوارع بالمرتادين الحاملين لأقمصة رياضية تلتصق بها الراية الجزائرية، وهو ما يمكن اعتباره نصرا افتراضيا لجمهور رياضي لاذ بالجار للغبن الذي نال من رياضييه بقلب الدّار.